صدرت عن دار الحضارة الطبعة الثانية لرواية "البحث عن خنوم" للكاتب والأثرى الدكتور حسين عبد البصير، و هى الرواية الفرعونية الأولى فى رواية جيل التسعينيات فى تاريخ الأدب المصرى المعاصر، وهى كذلك الرواية الأولى فى تاريخ كاتبها الأدبى.
وتعد الرواية تجربة جديدة ، حيث إنها تعيد بعث الأدب الفرعونى فى الأدب المصرى المعاصر بعد أن كاد أن يندثر بعد المحاولات الرائدة للكاتب الراحل نجيب محفوظ فى النصف الأول من القرن العشرين.
وتدور أحداث هذه الرواية فى مصر الفرعونية فيما يعرف بـ"عصر الانتقال الثالث" (حوالى 1070-715 قبل الميلاد)، أى عصر الأسرة الحادية والعشرين ، حيث حٌكمت مصر من قبل كهنة الإله "آمون رع" المقيمين فى العاصمة المصرية العريقة، طيبة.
وتعبر قصة "ون آمون" ، التى تضمنتها الرواية، عن الوضع المتردى الذى آل إليه شأن مصر فى الخارج، أى فى الإمارات والممالك التى كانت تابعة لها منذ فترة ليست بالطويلة، حيث يخرج بطل القصة "ون آمون" من معبد الإله "آمون رع" فى "طيبة" كى يجلب خشباً لتشييد المركب المقدس لهذا الإله من الساحل الشرقى للبحر المتوسط حيث كانت هذه المنطقة خاضعة للحكم المصرى لعدة قرون، وفى رحلة العجائب تلك، يتعرض هذا البطل إلى مضايقات عديدة تصل أحياناً إلى الطرد من المدن التى حل بها، بل إلى حد التلويح بالقتل فى أحيان كثيرة.
وتبدأ الرواية بالشخصية الأولى، الساحرة والكاهنة "رخت"، وهى تترك "أتريب"، مدينتها الصغيرة الواقعة فى قلب الدلتا، ويصاحبها فى هذه الرحلة ابنها الوحيد "رخ" ، الشخصية الثانية فى الرواية، ويبحران صاعدين فى نهر النيل إلى منف، العاصمة المصرية القديمة العريقة، من أجل مقابلة حكيمها، وأثناء إنتظارها لمقابلة الحكيم، تتعرف إلى الشخصية الثالثة فى الرواية، الكاهن "حور"، من مدينة "منديس"، الواقعة فى شرق الدلتا ، الذى يعمل مساعداً لكبير كهنتها وساعده الأيمن، وبعد أن يقابلوا الحكيم، ينصحهم بالذهاب إلى الجنوب ويرسل معهم أحد مساعديه المخلصين المدعو "سيا"، وهو الشخصية الرابعة فى الرواية، ويستأجرون مركباً كبيراً من أجل رحلتهم إلى الجنوب، وهذا المركب يخص الملاح "عنخ"، وهو الشخصية الخامسة فى الرواية، ويساعده اثنان من مساعديه هما: "شن" و"رن".
وتروى الرواية قصة هذه الشخصيات الخمس: "رخت"، و"رخ"، و"حور"، و"سيا" و"عنخ".
الجدير بالذكر أن الطبعة الأولى من رواية "البحث عن خنوم" قد صدرت عام 1998 عن هيئة قصور الثقافة، وكانت العمل الروائى الأول لكاتبها حسين عبد البصير.
