قالها التونسى أبو القاسم الشابى وكأنها كتبت للتونسيين فى هذا الزمان، أنا لست محللة سياسية ولكن الذين رأيتهم فى الاحتجاجات الأخيرة بتونس لم يكونوا عددا قليلا من المثقفين على سلالم نقابة الصحفيين أو على رصيف مجلس الشعب بسبب طرد من العمل أو علاوة، إنها كانت أمة بالكامل، احتجاجات فى البداية بسبب بوعزيزية الذى أحرق نفسه بسبب ما يعانيه من القهر، واستمرت الاحتجاجات حتى تظاهر الشعب بجميع أطيافه وطبقاته وأعماره حتى وصل الأمر فى النهاية إلى المطالبة بإسقاط الرئيس الذى بقى فى الحكم ثلاثة وعشرين عاما بعد ما أسقط نظام الرئيس بو رقيبة ووعد فى بداية حكمه بالديمقراطية والحرية.
ولكن السؤال لماذا حدث فى تونس ولم يحدث فى مصر بالرغم من أن هناك شابا قام بشنق نفسه على كوبرى قصر النيل، والأسوأ من ذلك حدث فلماذا؟
أولا: إن كثير من المصريين يؤمنون بالمثل القائل(اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش)!
ثانيا: كما قال الدكتور أحمد عكاشة إن البرامج والصحف ومقدار الحرية الموجودة حاليا فى مصر هى مثل حماية الإناء المحتوى على الماء المغلى من الانفجار، أما فى تونس بن على لم يستخدم سياسة فتح قليلا غطاء الحلة.
ثالثا: بعد قراءة كتاب (مصر من تانى) للكاتب محمود السعدنى اكتشفت أن المصريين ليس من السهل أن يثوروا حتى لو الحكام غير مصريين.
أنا لا أخشى على تونس من أعمال الفوضى، لأنها ستأخذ وقتها وتنتهى، ولكن أخشى أن نطيح بمستبد ليأتى آخر أكثر منه استبدادا وفسادا ليأخذ هو ورفاقه ثمن الدماء التى أريقت.
ما أتمناه أن يرفع التونسيون سقف مطالبهم فى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان إلى أقصى درجه وأن لا يسمح لحاكم آخر بالوعود غير الوافيه.
وأتمنى أن تكون الثورة ملهمة للجميع ضد الفساد والاستبداد والحكم مدى الحياة، لأن الرؤساء العرب لا يتركون الحكم إلا إلى القبر أو على طائرة الهروب.
أسماء زكريا تكتب: فى تونس.. إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب الرئيس
السبت، 22 يناير 2011 05:09 م