لا يمكن أن نزهو وأن نفرح لمن أقدم على إحراق نفسه، والله أعلم للشهرة أم وسيلة مرعبة يبديها أمام المسئول للتعبير عن سخطه وتمرده على حاله وعدم صبره على شكواه أو بلواه؟
والطريقة بالتعبير هكذا حرام قطعا وشرعا فلا يقر ديننا مثل هذا الأسلوب سوى كونه يأسا وقنوطا من رحمة الله عز جل, مما يبعد صاحبه عن الملة ولعياذ بالله ويصير كافرا فهل لك أن تتخيل أن تفقد دينك لأجل دنيا مهما ازدانت وعلت، فمصيرك فى النهاية فى حفرة القبر والتى لا يمكن لامرئ كائنا من كان أن يفر منها ولو طال بك العمر.
هذا أسلوب لا يمكننا قبوله والفرح بهذا الاحتجاج المقيت خطأ عظيم نحن أربأ أن نشاركه ونحتفى به وتقليد فى غير موضعه إطلاقا، فإننا نعيش جوا متخما بسخونة التوتر, وقد تصاعدت وتيرة الأحداث بشكل ملفت ومؤثر, وإن لم نؤثر اللجوء إلى الله ونلهج بالدعاء والصبر والمصابرة ليمسنا بلاء لا قبل لنا بتحمله إن لم نثق بالله ونتثبت.
ثم لا ننكر أننا نعيش جوا من حرية التعبير المطلق لم نعيشه من قبل سواء فى عهد السادات أم عبد الناصر، أقول ذلك ولست محسوبا على أى من الأحزاب كبيرها وصغيرها محظورها وغير محظورها.
أمارس عبادتى حرا والحمد لله وبناتنا يسارعن فى الحجاب وغيرهن فى النقاب والحمد لله لا مانع ولا تشديد، اللهم فى مواقف قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة وتواجه إن شكى البعض منها بالدعاوى القانونية الاعتيادية.
نحاول مع مسئولينا ونعرض لمطالبنا على صفحات الجرائد المستقلة وغير المستقلة على الفضائيات على اختلاف شاشاتها ومازلنا نعرض وننتقد دون توقف، لا أستشعر كبتا, والحمد لله وقد يسخر من يسخر فليست الحرية أن أطاول أعناق المتظاهرين, وأباهى بذلك, أشياء كثيرة لا أوافق عليها وعند النقد والاحتجاج بالكلمة نزن العبارات ونثابر فى المطالبة دون اللجوء إلى سلوك يثير التوتر والمغامرة غير المحسوبة.
إذن المعادلة على هذه الشاكلة مختلفة تماماً عن تونس، والتى كان شعبها يعانى كبتا حقيقيا وملاحقة أمنية على جميع الأصعدة، ونحن هنا بحق لا نعانى مثل هذا الكبت الذى ولد الانفجار الحقيقى فى تونس، فنحن على الأقل نتمتع بإبداء رأينا ويكفينا مثالا أننا نؤدى صلاة الجمعة جماعة فى الوقت الذى حرم فيه الشعب التونسى الشقيق من ذلك حرمانا دام خمسين عاما, فهل تتخيل ذلك!
نعم يتأخر قادتنا أحيانا فى الرد والمحاورة صحيح, إلا أننا يوما سوف نجد التغيير الذى نأمله وسوف نسعد باستقرار آمن بإذن الله شريطة ألا نهمل جانبا قد يحسبه البعض طرفا من الدروشة أو الأمر الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع، حاشا لله، واعتباره مسألة عادة كإلقاء التحية اليومية مثلا ألا هو الدعاء.
الدعاء عبادة كما علمنا ديننا ولجوء عملى إن أحسنا الظن بالله وأيقن إجاباته لإزالة همومنا وأحزاننا ولكن دون استفزاز للمشاعر بإشعال الحرائق فى الجسد وإثارة للتوتر, وهنا دور علمائنا الأفاضل فى التوجيه بالاصطبار ولزوم الدعاء جنبا إلى جنب مع عدم الكف عن المطالبة ومن خلال كافة القنوات فلدينا الصحف الحرة والقنوات الفضائية على اختلاف برامجها ننشد مطالبنا ليستمع المسئول, فلا نتعجل الإجابة غير أنها آتية طالما مازلنا على الدرب.
وقانا الله جميعا شر موجبات الفتن كبيرها وصغيرها، فاللهم آمنا فى أوطاننا وأدفع عنا البلاء والغلاء والمحن إنك سميع مجيب الدعاء.
محمد مسعد البرديسى يكتب: مشعلو الحرائق اتقوا الله فى البلد
الجمعة، 21 يناير 2011 12:00 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة