على عبد العزيز يكتب: الانتحار بين الفقر والسياسة وغياب الدين

الجمعة، 21 يناير 2011 08:53 م
على عبد العزيز يكتب: الانتحار بين الفقر والسياسة وغياب الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حوادث الانتحار تتوالى فى مصر بشكل كبير فخلال يومين فقط بلغت محاولات الانتحار 9 محاولات مات منهم اثنان أحمد خورشيد فى الإسكندرية ومسعد سعيد فى القاهرة.

وبتحليل هذه الحوادث التى تأتى فى الأغلب كردة فعل لنجاح ثورة الشعب التونسى الذى استطاع قهر ظروفه وقهر من قهروه, هذه الثورة التى بدأت شعلتها بسبب انتحار الشاب محمد بو عزيزى حرقاً اعتراضاً منه على أوضاعه المعيشية والاجتماعية السيئة.

وقبل أن أشير للسبب الرئيسى لتزايد هذه الحالات يجب أن أشير إلى أن الانتحار هو يأس وهلع وقنوط من رحمة الله، وأنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه فى يده يتحساه فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يجأ بها فى بطنه فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ".

وإذا كانت هذه المحاولة التى قام بها بو عزيزى والتى أودت بحياته قد حالفها بعض الظروف والأحداث داخل تونس فليس من الضرورى توافرها فى مصر بمعنى أن الانتحار لن يقدم أو يؤخر شيئا لأنه تقليد حرفى للحدث دون مراعاة الظروف الموجودة مع الموقف نفسه.

وبالنظر إلى السبب الرئيسى للانتحار ومحاولات الانتحار نجده الضغوط النفسية والعصبية المتزايدة خاصة مع غياب مفهوم وروح الدين والذى يدعو للإيجابية والسعى للتغيير وطلب الرزق فى الأرض دون كلل أو ملل.
والضغوط النفسية والعصبية تسبب الإحباط والاكتئاب وتصيب كل جسد الإنسان بداية من عقله حتى كل أعضائه بأعراض أهمها عدم التوازن الانفعالى أى عدم التحكم فى الانفعال والذى يجعل الإنسان يتخذ قراراً ما دون تفكير أو تحليل لنتائجه فقط مجرد استجابة سلبية لانفعاله.. بالإضافة إلى الضغط والسكر وأمراض القلب والصداع والاضطراب فى المزاج العام وفقدان الشهية والخمول وقرحة المعدة والطفح الجلدى وتساقط الشعر وضعف البصر.. وغيرها من الأمراض الأخرى المتعددة.
أما أسباب الضغوط النفسية والعصبية والتى تصيب أكثر من 90% من المصريين فأهمها :

1- تعدد الحاجات والمتطلبات الشخصية للفرد ولأسرته مع ثبات الدخل وتضخم الأسعار وارتفاعاتها المستفزة.
2- الجو العام المشحون من جميع الناس فى تعاملاتها والذى يتسم بالغضب والحدة والعنف أحياناً بل والانتهازية والأنانية فى كثير من الأحيان.
3- غياب روح التآلف والتراحم والدعم بين العائلة والأسرة الواحدة .
4- الاستفزاز المستمر من وسائل الإعلام والتى تقوم بالإعلان عن شاليهات وفلل وسيارات وكأن من يستخدمونها ليسوا على كوكب مصر.
5- الإعلان يومياً عن قضايا نهب واستيلاء على أموال وأراضى مملوكة للدولة ولا يتم الفصل فيها بشكل قاطع.
6- انقطاع الأمل لدى الكثيرين خاصة الشباب فى الحصول على فرصة تدفعه لتغيير أوضاعه السيئة مع قلة فرص السفر خارج مصر سواء لأوروبا أو لدول الخليج .
7- انسداد الطريق السياسى أمام الكثيرين من الشباب بحيث أصبح هذا الطريق مفتوحاً فقط أمام القريبين من النظام أو المداهنين له.
8- قد تكون هناك بعض المشكلات فى العمل مع المدير أو الزملاء وهذا السبب لا يقل أهمية عن الأسباب السابقة.
9- قد توجد بعض الأمور الاخرى كفقد شخص عزيز أب أو ابن أو زوج أو زوجة أو صديق.
10- الاحتراق النفسى (أى شعور الفرد بعدم أهميته فى الحياة) بسبب فشله فى تجربة أو فى سنة دراسية أو فى الحصول على فرصة ما أو فى الزواج من محبوبته.

ولكن لنتغلب على هذه الأسباب بشكل عملى هناك ثلاثة أطراف مسئولة:

الطرف الأول: الدولة.. عليها أن تغير ساستها تجاه الشعب كله والتى تعتمد على سياسة تجويع العبيد أى (جوع عبدك يتبعك) فثورة تونس أسقطت هذه النظرية الغير آدمية.. وبالتالى يجب توزيع الدخل على الشعب بشكل عادل وشفاف يراقبه الجميع والعمل على دعم الشباب فى مشروعاتهم وتسهيل إجراءاتها وإلغاء كافة القوانين والإجراءات المعطلة والمعوقة لهم, كما يجب زيادة أجور جميع العاملين بالدولة بشكل يتناسب مع ارتفاعات الأسعار.

الطرف الثانى: الشخص نفسه.. فعليه توثيق الصلة بالله عزوجل وحسن الظن به تعالى وإدراك أن النجاح وعدمه بيده سبحانه وأننا مطالبون بالسعى وطلب الرزق وطلب التغيير وأننا سنسأل أمام الله عز وجل عن ذلك.. وأيضاً من الواجب إشراك من حوله من أهله أو أصدقائه فى مشكلاته التى تواجهه وأخذ رأيهم فيها دون خجل أو تكبر ولا توجد مشكلة فى طلب المساعدة منهم صراحة, وعليه أن يقلل سقف توقعاته فى وقت الأزمات خاصة الأزمات المادية وأن يغير إدراكاته عن بعض الحاجات التى يظنها ضرورية سواء فى المأكل أو فى الملبس.

الطرف الثالث: الأهل والأسرة.. يجب التفاعل والتقارب والدعم فيما بين الأسرة الواحدة وملاحظة اى تغيرات تحدث لأى فرد منها وعدم تركها تمر مرور الكرام بل يجب معرفة سببها وكيف يمكن مواجهتها من خلال الاستماع للفرد نفسه ونصحه ومتابعته وإشعاره بأهميته وبقدرته على حل اى مشكلة وتحفيزه باستمرار وتذكيره بأن الله بيده كل شىء إنما نحن نسعى فقط.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة