عصام كرم الطوخى يكتب: عش حياتك

الجمعة، 21 يناير 2011 02:34 م
عصام كرم الطوخى يكتب: عش حياتك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيراً ما ينتاب الإنسان لحظات يأس تسلل إلى كيانه حتى تتمكن منه نتيجة عوامل كثيرة يتعرض لها منها ضغوط الحياة اليومية والشخصية والأسرية، والظلم الذى قد يتعرض له مما يجعله ساخطاً على كل شىء وكارها للحياة، وقد يصل إلى الانتحار تاركاً الدنيا بمن فيها لمن هم أصلح منه كما اعتقد هو ذلك، وأن البقاء فيها للأقوى.

لقد انهزم داخلياً بعد أن ترك نفسه لعوامل الهدم تهدم بداخله كل شىء جميل وأصبح فاقداً للأمل فى الحياة، وأصبح فريسة سهلة تنهش فيه عوامل التعرية، لقد قرر أنه ضعيف وقابل للكسر وصلاحيته انتهت فى الحياة، وأنه فشل فى كل شىء يفعله، بل إنه قرر مسبقاً أنه لو قام بعمل أى شىء سوف يكون مصيره الفشل، وأصبحت نظرته سوداوية، وأن أى إنسان ناجح ما هو إلا شخص لا يستحق تلك المكانة التى وصل إليها، وأنه جاء صدفة وأنه لجأ إلى أسباب غير شرعية للنجاح.

قد يكون ما يفكر فيه صحيح بأن هناك الكثير لا يستحقون الكرسى الذى يجلسون عليه، وأنهم غير مؤهلين لتلك المكانة، ولكن هناك من حفر فى الصخر وكان أقل شأناً منه، ولكنه بشىء من الصبر واليقين التام بهدفه ظل يحاول ويحاول حتى رأى بصيصاً من نور اهتدى إليه وسار على نهج الصالحين، وأصحاب العزيمة الصادقة، وكانوا أصحابه يلجأون إليهم عند الحاجة فسيرتهم ما زالت نبراساً يحتذى به.

أعلم جيداً أن من وصل إلى شىء لا يستحقه، فمن السهل جداً أن يهوى إلى القاع مرة أخرى، ونحن نعلم جيداً أن ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، ليست أمثلة ولكنه واقع يفرض نفسه وإلا قل على الدنيا السلام إذا فقدت مصداقيتها، واختلت موازين الحكم فيها على الأشياء.

انهض وكسر عوامل اليأس، فليس لها مكان بداخلك وأبحث عن ذاتك، فأنت تملك ما لا يملكه الآخرون، وحرر نفسك من قيود أنت فرضتها على نفسك وعش الحياة كما تريدها لا كما يريدها الآخرون، وإذا كنت لا تملك عوامل النجاح فلا تقبل الهزيمة بداخلك، وأرفضها، فأنت لستُ أقل شأناً من أحد وحاول، فمتعة الحياة هى فى الشد والجذب، أى فيما تعطيه وتأخذه منك، غير حياتك وجددها وإذا استلمت، فأنت الخاسر الوحيد دنيا وآخره، وتذكر أن الله من صفته العدل وميزانه عدل، ولابد أن يأخذ كل منا حقه لا بالزيادة ولا بالنقصان.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة