فاز المترجم البريطانى المقيم بالقاهرة، همفرى ديفيز، بالمرتبة الأولى فى جائزة سيف غباش – بانيبال عن ترجمته لرواية الكاتب اللبنانى ألياس خورى "يالو"، الصادرة عن دار النشر Maclehose Press ، كما فاز ديفيز أيضاً بالمرتبة الثانية فى مسابقة هذه السنة عن ترجمته لرواية الكاتب المصرى بهاء طاهر "واحة الغروب"، الصادرة عن دار النشر Sceptre.
أما فى المرتبة الثالثة فجاء كريم جيمس زايد عن ترجمته لرواية "مدن بلا نخيل" للروائى السودانى طارق الطيب الصادرة عن دار نشر " Arabia Books".
وتألفت لجنة التحكيم العامة من كل من الكاتبة مارغريت درابل، والكاتبة وأستاذة الأدب المقارن فى جامعة واريك، سوزان باسنيت، ورئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية فى جامعة جورج تاون، إليوت كولا، وهو أيضا مترجم للأدب العربى، والدكتور ياسر سليمان، أستاذ الدراسات العربية المعاصرة، ورئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية فى جامعة كامبردج.
وعن ترجمة واحة الغروب قال ياسر سليمان: "أتيحت لأعضاء هيئة التحكيم فرصة مقارنة ترجمة "يالو" بترجمة رواية بهاء طاهر "واحة الغروب"، التى ترجمها همفرى دافيز أيضاً، والتى اختارتها هيئة التحكيم للفوز بالمرتبة الثانية لعام 2010. إن هاتين الترجمتين مختلفتان إلى درجة كبيرة، وهما تتحدثان بأصوات مختلفة تعكس تميّز مؤلفيها العربيين، إنها تقدير لبراعة همفرى ديفيز باعتباره أحد أفضل مترجمى الرواية من اللغة العربية إلى الإنجليزية".
وقالت مارغريت درابل: "رواية واحة الغروب عميقة، بارعة، بالغة الرقة، بقلم أحد أهم الكتّاب فى الوطن العربى، إذ يتداخل فيها التاريخ الاستعمارى فى الشرق والغرب، وتتنقل بيسر وسهولة بين الفترات التاريخية، وتخلق، فى الواحة، صورة رثائية، لا تنسى، عن أطلال الزمن، وقد تُرجمت بحساسية بالغة، ويشعر القارئ الإنجليزى بشعرية النص الأصلى".
وأضافت سوزان باسنيت: "إنها رواية آسرة ذات مستويات متعددة تتناول الذاكرة والتاريخ والسياسة والحبّ، وقد قرأتها فى جلسة واحدة، بعد أن شدّتنى خطوط الحبكة السريعة المحكمة البناء، ولم أتمكن من التوقف عن تقليب صفحاتها، والترجمة قوية، بالرغم من وقوعها أحياناً فى زلل اللغة العادية، الأمر الذى لم يجعلنى أرشحها للمركز الأول".
وقد علق ياسر سليمان على رواية الطيب قائلا: "تذكّرنا هذه الرواية الرشيقة، لكن المؤثّرة، برواية الطيب صالح الكلاسيكية الشهيرة "موسم الهجرة إلى الشمال"، مع أنها ليست محاكاة لها أو نسخة عنها بأى شكل من الأشكال، وتجتمع الهجرة والمعاناة التى تسببها، والانتقال إلى مرحلة سن الرشد، ويد القدر القاسية، لتخلق حكاية محزنة تثير تعاطفاً شديداً، وعندما تبدأ قراءة هذه الرواية فلن تتركها حتى نهايتها".
وقالت مارغريت درابل: "تحكى هذه الرواية البسيطة، لكن الرمزية على نحو خادع، قصة فتى قروى سودانى يسافر إلى مدن الشمال والغرب ثم يعود ثانية، وتبدو قصة حقيقية فى كلّ صفحة من صفحاتها، وتصف تناقضات الحياة بين الريف والمدينة بصدق شديد، إنها قصّة زماننا، تُحكى بعمق وببصيرة نافذة وتعاطف شديد، بلغة نثرية بسيطة، وقد تمكّن المترجم من نقلها بمهارة وسلاسة كبيرتين إلى اللغة الإنجليزية اليومية".
وقال طارق الطيب لـ"اليوم السابع"، سعدت كثيرا بفوز الصديق المترجم كريم جيمس أبو زيد بجائزة "سيف غباش - بانيبال" فى المرتبة الثالثة لهذا العام، عن ترجمته لروايتى "مدن بلا نخيل" من العربية إلى الإنجليزية التى صدرت عن الجامعة الأمريكية مؤخرا.
وقد نقلها كريم جيمس أبو زيد الذى يعمل مدرسا فى جامعة بيركلى فى كاليفورنيا، من العربية إلى الإنجليزية بشكل متقن وبارع، وسارت أمور الترجمة بيننا فى هذا الكتاب بشكل موفق فى التعامل والتواصل، حيث إن كريم يجيد عدة لغات ومن بينها اللغة الألمانية التى نذهب إليها معا لفك بعض المعوقات المماثلة فى الترجمة الإنجليزية، وقد ترجمت "مدن بلا نخيل" للمرة الأولى إلى الفرنسية فى عام 1999 فى باريس من قبل بول هنرى، ثم فى عام 2000 إلى الألمانية فى فيينا من قبل أورسولا الطيب، ثم إلى الإيطالية عام 2009 و2010 في ألبيروبيلو (إيطاليا) من قبل عمر رزق.
جدير بالذكر أن جائزة سيف غباش – بانيبال السنوية البالغة قيمتها ثلاثة آلاف جنيه استرلينى تمنح إلى المترجم الذى يقوم بترجمة عمل أدبى عربى إبداعى كامل إلى اللغة الإنجليزية يتمتع بأهمية أدبية، ويقوم السيد عمر سيف غباش برعاية الجائزة ودعمها إحياء لذكرى والده الراحل سيف غباش من خلال إطلاق اسمه على الجائزة، وكان الراحل سيف غباش من الشخصيات الدبلوماسية والفكرية الهامة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن عشاق الأدب العربى والآداب الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة