أكد عمرو العزبى، رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن مصر تتمتع بموارد هائلة مثل أسبانيا، ولكن أسبانيا وصلت إلى مرحلة التشبع بينما لا تزال مصر فى مرحلة النمو، ومن المتوقع خلال العشر سنوات القادمة أن تشهد مصر طفرة تنموية مطردة فى السياحة، موضحا أن نسبة 80% من الحركة السياحية الكلية إلى مصر تعتمد على العلاقة مع منظمى الرحلات العالميين، وأنه من المنتظر أن يصل عدد السائحين فى عام 2020 إلى 25 مليون سائح.
أوضح العزبى خلال اللقاءات الإعلامية التى عقدت على هامش فعاليات بورصة مدريد الدولية للسياحة " فيتور" مع كبرى المجلات والصحف الأسبانية، ومنها مجلةHostel Tour ومجلة Larazion ومجلة إيديتور ومجلة روتاس بلموند ومجلة إكسلنيوس وجريدة إلبرياديكو فتالانيا، أن الجانب المصرى قام بالتنبيه على السائحين لتوخى الحذر بعد وقوع هجمات لسمك القرش مؤخرا لبعض السائحين فى شرم الشيخ، موضحا أنه تم وقف أنشطة السباحة لضمان سلامة السائحين، وأعقب ذلك تنفيذ منظومة للشواطئ حيث تم تحديد مناطق معينة لمنع الغوص بها نظراً لوجود بعثات علمية بها للدراسة وسوف يتم الانتظار حتى انتهاء هذه البعثات من أعمالها. وأكد العزبى أن تأثير هذه الحوادث كان على السائحين الروس والألمان فى شرم الشيخ، ولكنه كان محدوداً للغاية، أما بالنسبة للأسواق الأخرى فلم يكن هناك تأثير يذكر.
وعن الطاقة الفندقية فى مصر، أشار العزبى إلى تضاعف عدد الغرف فى السنوات الأخيرة والتى وصلت إلى 220 ألف غرفة عاملة و212 ألف غرفة تحت الإنشاء، وفقا للتعاقدات الفعلية، موضحا أن الطاقة الفندقية المصرية تزيد حوالى 15 ألف غرفة سنويا.
كما تحدث العزبى عن خطة التنمية التى تم إرساؤها منذ 25 عاماً والتى تركزت فى تنمية أولا: خليج العقبة وسيناء وثانيا الغردقة شمالا وجنوبا وثالثا منطقة البحر المتوسط، مشيرا إلى أن التسويق لمنطقة البحر الأحمر كانت أسهل من التسويق للبحر المتوسط، نظرا لأنه يوجد بها أفضل مناطق الغوص فى العالم، إلا أن شواطئ البحر المتوسط المصرية تعد أكثر اعتدالا فى المناخ من العديد من الدول الأخرى المطلة عليه، مضيفا أن الفنادق المطلة على البحر المتوسط فى مصر تعمل حوالى ثمانية أشهر فى العام وتتميز بأسعارها المناسبة.
كما أوضح أن من أكثر الأسواق التى يفد منها السائحون لمنطقة البحر المتوسط إيطاليا وألمانيا وإنجلترا، مشيرا إلى أنه قد وضع سمة عالمية " "Branding للترويج لهذه المنطقة تحت مسمى "White Med". كما أوضح أن هذه المنطقة تشمل منطقة العلمين التاريخية التى تضفى أهمية كبيرة على هذه المنطقة، نظرا لما تمثله من أهمية تاريخية عند بعض الشعوب كالشعب الألمانى.
وأشار العزبى إلى أن الاستثمار الأسبانى الفندقى فى مصر يتمثل أساسا فى شركات الإدارة وهو ما يعد أداة هامة للترويج للمنتج المصرى فى أسبانيا لأنه يمنح الثقة للسائح الأسبانى، موضحا أنه منذ حوالى عشرين عاما كانت الأسعار معقولة للغاية، ولكن هناك ارتفاع حالى فى الأسعار، وأما عن القاهرة فأسعارها مرتفعة إلى حد ما.
وأوضح العزبى أن مصر تضع أسبانيا فى مرتبة الأسواق المتوسطة الثابتة، إلا أن المحاولات مستمرة لتغيير هذه النظرة شيئا فشيئا للترويج لمصر كمنطقة متكاملة فى سوق قابل للنمو كأسبانيا، مشيراً إلى الأنماط السياحية المتعددة التى تتمتع بها مصر ومن بينها السياحة الاستشفائية والترفيهية والسفارى والرياضية وغيرها إلى جانب السياحة اليقافية.
وتطرق العزبى فى حديثه إلى مستوى التبادل الثقافى بين البلدين، حيث أوضح أن أسبانيا أصبحت من أنشط الدول الثقافية فى التعامل مع مصر، حيث قامت الأوبرا بعرض عروض أسبانية فى مصر كما قامت الأوبرا المصرية بتقديم عروض فى أسبانيا مثل أوبرا عايدة التى عُرضت فى نوفمبر الماضى.
وأشار العزبى إلى ما ذكره وزير السياحة الأسبانى بأنه غير مقتنع بالتنافس السياحى بين الدول، ولكن يجب أن يكون هناك تكامل سياحى، مؤكداً على اتفاق الجانب المصرى مع هذا الفكر، حيث إن النمو فى دولة يؤثر بصورة إيجابية على دولة أخرى، موضحا أن التعاون السياحى مهم ولكن المبادرات الخاصة لها أهمية لتحقيق العوملة بشكل إيجابى والعناصر التى لا يجب إغفالها هى تسهيل التنقل بين الدول وتخفيض الرسوم التى قد تعرقل السياحة بين الدول وبعضها.
وأشار العزبى إلى أن أسبانيا تهتم بالمشروعات السياحية المحددة من خلال المساعدات والمساهمات المالية، وهو ما يساعد فى تأكيد دورها مع مصر، مضيفا أن أسبانيا تتعامل بذكاء وأخلاقيات مع شمالها وجنوبها، وهو ما يعزز توفير فرص عمل فى الجنوب، لاسيما أن مجال السياحة بصفة عامة مجال للعمالة الكثيفة وتحقيق الاستقرار الاقتصادى فى الدول.
وأضاف العزبى أن مصر شهدت تطوراً كبيراً فى البنية الأساسية، مشيرا إلى التطور الذى شهدته المطارات المصرية ووسائل النقل الداخلية، وذلك بالتوازى مع الزيادة فى أعداد السائحين، موضحا أن التحدى الذى تواجهه السياحة المصرية يتمثل فى توفير العمالة المدربة وهى القضية التى تشغل القطاع السياحى، والتى تضعها وزارة السياحة المصرية على رأس أولوياتها، وذلك لمواكبة الزيادة فى أعداد السائحين وتحقيق الزيادة المرجوة.
كما أشار إلى أنه مما يزيد التفاؤل بإمكانية زيادة السائحين الأسبان إلى مصر أنه لا يوجد نقص فى أعداد المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة الأسبانية فى مصر علاوة على أن الشركات المتخصصة فى السوق الأسبانية تدرك الخصائص الثقافية للسائح الأسبانى، هذا فضلا عن أن الشعب المصرى شعب مضياف ومنفتح بصفة عامة، ولذلك من السهل التعرف على أصول الحضارات من خلال زيارة مصر، حيث يوجد بها الأصول المسيحية واليونانية والرومانية التى تعد أحد المكونات الأساسية للشعب الأسبانى، ولذا يجب الترويج لمدينة الإسكندرية وإضافتها للبرامج السياحية.
"العزبى": تأثير هجمات "القرش" محدود على السياحة المصرية
الجمعة، 21 يناير 2011 06:24 م