أحمد خيرى يكتب: أنا والسنيورة الحمرا

الجمعة، 21 يناير 2011 10:36 م
أحمد خيرى يكتب: أنا والسنيورة الحمرا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد موجة الصقيع والتلج عادت شمس هولاندا على استحياء تطل وتغيب ودبت الحياة بوتيرة متعاقبة وبرقت الأنوار أكتر فى الشوارع والميادين ازداد جمالها بنسائها اللاتى لا يظهر عليهن علامات الشيخوخة ولا الكبر فمنذ نعومة الأظافر يتعلمن السباحة وركوب الدرجات ويمارسن الرياضة وخاصة المشى ويأكلن بنظام ويناموا فى أوقات محددة ومنظمة وليس للهم والنكد مكان فى بيوتهن ولا خوف من يوم أسود ولا شيل هموم المستقبل فيعشن يومهن كما ينبغى مما كان له الأثر على الأجسام والوجوه ولنا رجعة عن الحياة فى الغرب وتأثيرها على جسم ووجه الإنسان.. رجعت مرهق جدا من العمل فقد كان يوما مشحونا وما إن دخلت البيت قمت بعمل مشروبى المفضل الشاى الأخضر أبو نعناع وجلست أمام جهاز الكمبيوتر أتصفح وأقرأ وفجأة وجدتها بجوارى ترتدى تى شيرت أحمر ووجهها عربى وشعرها أسمر ضفيرة ورائحة زيت الزيتون ملأت المكان نظرت إلى وابتسمت ابتسامة قذفتنى بها إلى أحضان مصر وجمال مصر ومدت يدها وأخذت كوب الشاى الذى لم أشرب منه وقالت مبتسمة.. تبقى فى بقك وتقسم لتونس.. ضحكت من المثل والإسقاط الجميل كابتسامتها واستمرت تحكى عن جبروت النساء فبداية الثورة كان قلمًا من يد شرطية داخل القسم على وجه الشاب الذى أخذوا عربة الخضار منه ثم أحرق نفسه بعدما أهانت كرامته امرأة مثلى وقلنا عليه ردا لكرامته شهيد الثورة ونظرت لى بعينيها السوداوين عندكم حرق نفسه قلتم عليه إيش مخبول وضربتوا شهادة مريض نفسى يا نارى منكم يا مصريين لم أتمالك نفسى من الابتسامة بمرارة تحسرًا على كوب الشاى بتاعى وكلامها الذى يدخل على عظمى كما تدخل الخشونة بدون استئذان على ركب نصف حريم مصر واستمرت تحكى عن الكبت والظلم وتاريخ المغرب العربى مع الثورات وأخذت تفتخر بنفسها وشعبها على بقية الشعب العربى وقالت أول ما قالوا لنا ثوروا ثرنا إنما لو قلت للشعب العربى ثور هيقولك احلبوه.. فتعجبت أنها تحفظ الأمثال العامية وتطلقها كالصواريخ مغلفة بابتسامة وتمتد يدها لكوب الشاى ونفسى تحدثنى أنه لا نصيب لى فى الشاى بل قدرى الليلة أن أكون حارس مرمى بدون دفاع أتلقى من عماد وبركات وأبو تريكة وسدد يا باشا ولاحظت أنى شارد وأفكر فقالت لى إن الشعب التونسى إذا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولكن إذا أى شعب غيره أراد الحياة فسيجدها على تردد 11255 أفقى قلت وأنا أكتم غيظى ظريفة إيه خفة الدم دى أنت شربتى مية كتير النهاردة؟ ولم ترد واستمرت فى إطلاق الصواريخ وقالت لقد أهينت كرامتنا كثيرا وصبرنا وأخيرا اخترنا التغيير وشعوب أخرى اختارت شيبسى بالجمبرى.. آه كده الأمورة بتخبط فى الحلل والكلام ليك ياباشا أقوم أخنقها بالضفيرة بتاعتها ولا أرزعها قلمين وأطردها من البيت فى الوقت المتأخر ده احترت وقبل أن أقرر ماذا أفعل ابتسمت وهى بتطفح كوب الشاى وقالت بس أنتو أسرع منا إحنا التغيير حصل فى تلات أيام إنما إنتو التغيير بيحصل آخر ربع ساعة بينزل جدو ويجيب الجون.. وبعدين فى الليلة السودا دى أعمل جريمة وأخلص من أمها وعقلى يقول لى اصبر بتهزر معاك وأهى ليلة وتعدى بلاش العرق الصعيدى ينفر وهدى اللعب يا باشا. قالت سامعة البرادعى طالب الهجرة لتونس، لم أرد عليها قالت سمعت إن أمير جدة بعد وصول بن على منع الحجاب.. يا صبرك يا باشا على البنت دى ماذا دهاك ابتسامتها أم ما تقوله بسخرية حقيقة مؤلمة وطلقات فمها لا تجد إجابة عليها أم رائحة الزيتون والشعر الأسود أدهشوك أم حزنك على كوب الشاى أذهب تفكيرك وأحسست بدفء وحرارة فى قدمى فقد لامست المدفأة وانتبهت من غفوتى وفتحت عينى فوجدت كوب الشاى كما هو بجوارى باردًا ولم أجد السنيورة الحمراء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة