هشام المهندس يكتب: جركن البنزين هو الحل

فى ضوء تسونامى تونس وقيام مواطن مصرى زهقان طهقان بإشعال النار فى نفسه، فوجئنا باهتمام غير عادى من رموز السلطة، فهذا مسئول يزأر ويتوعد بمواقف حاسمة ضد الجهات المتعنتة مع المواطنين (يا حلاوة).

أما رئيس وزرائنا نظيف فقد حرص على تلقى عدة تقارير عن حالته (جميل خالص)، أما سرور فقد كلف (وياللهول) لجنة الشكاوى بالانتقال لموطن المواطن وبحث مشكلته (يا عينى!!).

إيه الحلاوة دى... إيه الجمال ده.. مش باقى إلا أن نسمع عن صدور توجيهات الرئيس بحل مشكلة المواطن وترضيته سواء كان له حق أو مالهوش!!!

والله كأننا فى السويد أو سويسرا... حيث توجد دولة بمعنى دولة...... تحترم آدمية مواطنيها، وتهتم بأى مشكلة لأى مواطن وتصل شكواه إلى أعلى سلطات الدولة التى تهتم بدراستها وإنصافه بشكل فورى ودون إبطاء..

ولكن مهلاً يا إخوان.. الموضوع ليس هكذا بالمرة، ووالله لولا لفحة نيران تسونامى تونس ولولا التصرف اليائس لهذا المواطن بإحراق نفسه وإسقاطات هذا التصرف على تصرف الشهيد محمد البو عزيزى وآثاره المروعة، ما وصلت شكواه ولا حتى لساعى مكتب أى مسؤول فى الدولة ناهيك عن أن يفحصها، أو لا سمح الله يهتم باتخاذ إجراء فيها.

فكلنا يعلم كيف يجرى العمل فى الجهاز الحكومى الفاسد المتبلد وكيف يتم احتقار المواطن وإهمال الشكاوى وتنعدم المحاسبة والرقابة على الفساد كمكون أصيل فى آلية فساد الإدارة المصرية، وعليه فإنه لم يعد هناك أى حل لمشكلة أى مواطن غير مسنود إلا جركن بنزين
جركن البنزين هو الحل!!!