أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام، أنه لا يوجد قلق لدى صناع القرار فى مصر مما حدث فى تونس، لإيمانهم بأن الحالة المصرية مختلفة عن الحالة التونسية، فثقافة 10 ملايين تختلف عن ثقافة 80 مليونا، ووسائل التعبير فى تونس تكاد تكون منعدمة، وفى مصر توجد حرية فى الرأى والتعبير والقنوات الفضائية ومنظمات وجمعيات حقوق الإنسان، كما أن هناك فروقا من الناحية الجغرافية.
وقال عبدالمنعم فى برنامج «العاشرة مساء» الذى تقدمه الإعلامية منى الشاذلى مساء الأحد إن الفارق فى القهر السياسى الموجود فى تونس يختلف عنه فى مصر، ودرجة النظرة العلمانية فى تونس تختلف عن مصر أيضا، كما أن الشعب المصرى لديه مسألة التغيير محددة بهدف قوى، وهو إستراتيجية واعية، وقد بدأت مسألة التغيير فى مصر بارتباطها بالاستعمار الذى أثر فيها بشكل طبيعى.
وعن الفرق بين غلاء الأسعار فى يناير 1977 وعام 2011، قال إن غلاء الأسعار ارتفع حاليا أكثر، ورغم ذلك لم يخرج المواطنون للشارع لأن الغلاء فى 77 كان مفاجئا، ولكنه حاليا جاء بشكل ممهد له، مضيفا أن الغلاء حاليا حالة ضرورية لأنه ارتبط بالوضع الاقتصادى، لعدم وجود ما يقيد الأسعار، موضحا أن «الشعوب بتتعلم»، كما أن المسألة يوجد بها جزء من التجربة، ومن المحتمل أن تحدث أخطاء.
وأشار سعيد إلى أن الاقتصاد فى أى دولة لابد أن يكون مواكبا لعملية النمو، والنظام السياسى عليه أن يكون على قدر مستوى هذا التقدم.
وناشد عبدالمنعم الأحزاب المصرية إعادة بناء نفسها من الآن، تمهيدا للفترات القادمة، لأنه لابد أن تكون هناك معارضة من خارج الحزب الوطنى، وأن يكون القضاء هو معيار الفصل فى أى خلاف بينهما.
وقال سعيد إن الفيصل فيما يكتب أو ينشر فى هذا الإطار، أن يكون صحيحاً، وألا ينزل الإعلام إلى مستوى الإشاعة أو النميمة السياسية، مبدياً استياءه من تعليق وزير الخارجية أحمد أبو الغيط الذى ذكر فيه أن انتقال الثورة التونسية إلى مصر «كلام فارغ»، ووصفه بـ«التعبير غير الموفق».
وبالنسبة لموقف مصر وعدم إصدارها أى بيان أثناء الثورة، أشار عبدالمنعم إلى أن مصر دولة حريصة، وبلد محافظ، وأنها ليست سريعة فى ردود الأفعال، لافتا إلى أن أسباب الربط بين مصر وتونس هى وجود أوجه تشابه، لكونهما دولتين ناميتين، وأنهما جزء من ثقافة معينة.
وعن قراءته للثورة التونسية قال عبدالمنعم إنه يراها خلال مشهدين، الأول: الهزة التى أطاحت برئيس قوى مثل زين العابدين بن على، والثانى: ماذا سيحدث بعد الثورة، وما ستتركه بعدها.
وأشار إلى أنها ليست قضية أن يكون الشعب هو الذى قام بالثورة، ولكن السؤال هو: «كيف يسير بلد فجأة بدون نظام وبدون ملامح فى الصورة الأولى للطبقة الوسطى»، وهل ستتم الاستعانة ببعض ممن شاركوا فى القهر والقمع مع النظام القديم أم لا، ومن الذى سينتهز هذه الفرصة لإثبات نفسه أو تواجده، وذلك من أهل السلطة التى تريد الحصول على مقاليد الحكم، أو الطبقة الوسطى التى قامت على أكتافها الثورة، وأن بن على باستبداده، وقهره، وتحكمه فى شعبه، عمل على وصول «القدرة» التونسية إلى مرحلة الانفجار، وطبقة متوسطة جاءت على أكتاف 60 شهيدا، مع أنه قام بإصلاحات كان ينقصها الرضا الشعبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة