"سيد حجاب تبنى الكثير منا، ونشر لنا قصائدنا، وتحسس المواهب الكامنة فى عدد كبير ممن أصبح لهم شأن كبير فى حركة الشعر المصرى" هكذا أجمع عدد كبير من الشعراء المنتمين لجيل السبعينيات فى أولى جلسات ندوة شاعر العامية سيد حجاب، والتى عقدها المجلس الأعلى للثقافة صباح اليوم الخميس.
حيث بدأ الشاعر حسن طلب كلمته فى الجلسة التى أدارها وجمعت فى منصتها الشعراء شعبان يوسف وأمجد ريان وعبد الستار سليم ومأمون الحجاجى والدكتور محمد سلامة، بالإشارة إلى أن الكثيرين لا يعرفون أن سيد حجاب هو الذى تبنى الكثير من شعراء الفصحى، ممن يملأون الساحة الآن، مؤكداً على أن حجاب شغل موقعا فى مجلة الشباب، سمح له أن يجعله منبرا لشباب الشعراء، وقال طلب إن الندوة التى كان يديرها حجاب فى ذلك الوقت كانت نقطة انطلاق لهؤلاء الشعراء، مشيرا إلى أنه كان وقتها مجندا فى الجيش، ورأى فى ندوة حجاب لأول مرة عددا كبيرا من الشعراء مثل عبد المنعم رمضان وأمجد ريان، وكثيرين ممن أصبحوا أهم شعراء جيل السبعينيات، وقال طلب: أنا شخصيا نشرت قصيدتين فى مجلة الشباب تحت إشرافه، فتحية لهذا الشاعر المؤسس الذى أظن أن ميزته الكبرى كانت فى تحقيقه معادلة لم يستطع الكثيرون تحقيقها، بين الانحياز للواقع وقضاياه، وبين جماليات الشعر واللعب الجميل بالإيقاعات والموسيقى، مؤكداً على أن حجاب جمع بين الشيئين بمهارة وموهبة دافقة.
وأكد طلب على أن سيد حجاب مدرسة يقتضى بها ليس فقط شعراء العامية، وإنما شعراء الفصحى أيضا.
وقال الدكتور محمد سلامة رئيس قسم اللغة العربية السابق بكلية الآداب جامعة حلوان، إن معرفته تأخرت قليلا بالشاعر الكبير سيد حجاب، مسجلا إعجابه الشديد باستخدامه المبدع لحرف "الشين" فى أغنية مسلسل "أرابيسك" للراحل أسامة أنور عكاشة فى كلماته "الغش طرطش رش على الوشوش" مشيرا إلى أن حجاب استطاع أن يسخر هذا الحرف للتوافق مع واقع مشوش فى ضوء الانفتاح المزرى.
كما أشار سلامة إلى أن صوت سيد حجاب يتجلى أثناء قراءة الشعر، وهو ما يعكس قوة إلقاء الشاعر لقصيدته، فهناك فرق كبير بين قراءة الشعر، وإنشاده فى تأثيره على المتلقى.
وأكد سلامة على أن سيد حجاب يتقمص دور الراوى الشعبى أثناء إلقائه للشعر، مشيرا إلى أن ذلك يتحقق فى أعلى درجة فى ديوانه "قبل الطوفان الجاى"، وقال سلامة: ويبدو أن صوته وصل إلى تونس قبل أن يصل لمصر.
فيما أشار الشاعر شعبان يوسف إلى أن حجاب التقى بصلاح جاهين وقدم له قصيدته "ابن بحر"، وعندما اقترح عليه جاهين تعديل خاتمتها، رفض، وتمنى يوسف فى الندوة أن يلعب الشعراء الكبار الدور الذى لعبه جاهين فى تقديم الكثير من الشعراء الشبان فى جريدة صباح الخير، كما أشار شعبان يوسف إلى الكلمات التى كتبها الشاعر العراقى الكبير عبد الوهاب البياتى عن حجاب، ووصفه فيها بأنه أحد شعراء الطليعة الذين يكتبون بلغة الشعب.
وقال يوسف: توفرت فرصة كبيرة لسيد حجاب، لم ولن تتوفر لشعراء اليوم، والتجربة الثانية لسيد حجاب الغامضة، وهى تجربة السجن والاعتقال، عندما كان ينتمى إلى جماعة "واو شين"، وهى جماعة كتاب وفنانين انتمى إليها جمال الغيطانى والأبنودى وكثيرين، وأشار يوسف إلى أن الكثيرين لا يعتبرون سيد حجاب شاعر عامية، مؤكدا أن أول ديوان صدر له كتب على غلافه "قصائد شعبية".
واختلف أمجد ريان مع وصف حجازى لحجاب بشاعر الفصحى، قائلا إن سيد حجاب شاعر عامية كبير، والعامية هى التى تجذب الفصحى الآن، موضحا أن الفصحى تختلف الآن عما كانت عليه منذ سنين، مضيفا: أتصور أنها تأخذ طريقها إلى العامية.
وقرأ ريان شهادته عن تجربة الشاعر سيد حجاب، مشيرا إلى حاجته للتقارب، عندما التقى بالشعراء حسن طلب وعلى قنديل، مؤكدا على أن أول ندوة كان لها تأثير فى حياته التى أقامها المركز الثقافى الروسى له ولحلمى سالم وعلى قنديل، مؤكدا على أن هذه الندوة كانت بداية لتواجد شعرى كثيف لهم، مشيرا إلى أن شعراء هذا الجيل كان بحاجة للحماية والرعاية لكتابة شعرية مختلفة، مما كان يتناقض مع النقاد المحافظين، وأوضح ريان أن الصدر الرحب للشاعر سيد حجاب احتضنهم عندما دعاهم للمشاركة فى ندوته الأسبوعية وكذلك للمشاركة فى تحرير بابه الأدبى فى مجلة الشباب.
فيما أكد الشاعر عبد الستار سليم على أن حجاب صعد على سلم الأغنية الشعرية الدرامية المعاصرة، ووصل إلى قمتها، واستطاع التعبير بالشعر عن المزاج المصرى، وعن التكوين النفسى للناس.
أما الشاعر الأقصرى مأمون الحجاجى، فربط فى مداخلته بين إبداع سيد حجاب، وقافيته، وقافية المتنبى والمعرى وعالميهما، وأشار الحجاجى إلى أن علاقته بحجاب تعود إلى زمن بعيد، عندما تم استضافته فى أمسية شعرية بالجامعة، ولبى حجاب الدعوة، ولم يمانع فى أن يتواصل مع شباب الشعراء.