الكتابة ليست رفاهية ولا يلجأ إليها الكاتب لقضاء أوقات فراغ زائد لديه، إنها تفريغ لمشاعر وأحاسيس تصارع نفس الكاتب، خاصة لو كان صادقاً، إنها عملية توازن داخلى بين الواقع وما يحمله من صورة كئيبة مريرة وما يسعى إليه، إنها مشاعر مخلَّقة تخرج فى صورة جنين كامل النمو يخرج للحياة حاملاً أفكاراً ورؤية وصدقاً، الكتابة تعنى إحداث التوازن بين واقع مرير يهرب منه الجميع وينكره إلى مستقبل مشرق يسعى إليه الكاتب، خاصة إذا توافر الصدق والموضوعية، إنها توافق الكاتب مع نفسه وبيئته المحيطة طبقاً لكلمات الإمبراطور الرومانى الفيلسوف ماركوس أوريليوس "من يحيا متوافقاً مع نفسه يحيا متوافقاً مع الكون".
فاطمة ناعوت شاعرة كاتبة صادقة أم امرأة كلها خبرات تحملها داخلها تعبر بصدق وموضوعية عن مشاكل والآم مصر، حاملة داخلها الآم مجتمعها فهى ثائرة ضد الظلم والاستبداد بكتابات صادقة قوية وبعين راصدة للحقيقة بلا رتوش وبلا دبلوماسية أحياناً أخرى، ولكن بصدق وموضوعية.
إنها نوع من البشر أقرب إلى الانقراض من مصر لها كلمات صادقة قوية معبرة عن آمال والآم بنى وطنها.. إنها مصرية أصيلة لذا فهى حاملة الآم وأوجاع مصر كلها تدافع عن حرية الإنسان فى المعتقد والحياة الكريمة، لذا فالجميع آمن بصدقها وبدلاً من تعضيدها، وقف الجميع ضدها، فحربها ضد العنصرية والاضطهاد جنًّد جحافل الظلاميين ضدها، وأيضاً حوَّل الكثيرين من المضطهدين إلى أداة للنيل منها بتحريف كلماتها الطيبة عن معناها لتصبح هدفاً لخفافيش الظلام.
أختى فى تراب الوطن فاطمة ناعوت، سامحى جهل الجهلاء ممن تدافعين عنهم.. سامحى كل من تصيد كلماتك ليحورها.. ولكن استمرى فى نشر شعلة الحب والأخوة بين ربوع الوطن.. استمرى فى تعضيد المظلوم والمضطهد والمسكين.. استمرى فى كتاباتك لتبتر الجهل والتخلف والتعصب لتعود مصر لنا جميعاً أخوة وأخوات لا يفرقنا إلا الدين ليأتى علينا الوقت ويصرح رئيس مجلس النواب، ويصرح للعالم أجمع وداعاً للوهابية وداعاً للتطرف والتخلف وداعاً للعنصرية باسم الدين، ويصرح للكل بأعلى صوت إننى مصرى الجنسية مسيحى الديانة لدائرة لا يوجد بها قبطى واحد مثلما فعلها ويصا واصف باشا الذى كان نائباً عن المراغة التى أخرجت لنا العلامة الشيخ المراغى، إن كلماتك دعوة للحب والإخاء وعدم التناحر باسم الدين.
إلى أخوتى الأقباط رفقاً بالشاعرة فاطمة ناعوت إنها تملك قلباً تحارب به أسود التطرف فرفقاً بها وتعضيداً لينضم إليها أجيال من شباب مصر الشرفاء من كتاب صحفيين إعلاميين ليعلوا صوتنا جميعاً معها ولا نتركها وحيدة ضد جحافل التطرف.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة