قال جون نيجروبونتى، نائب وزيرة الخارجية الأمريكية السابق، إنه من المبكر إصدار حكم على التجربة التونسية بالمنطقة، منتقداً تسرع البعض فى تحليل الأحداث والوصول إلى نتائج قائلا: "لا نعرف إلى أين ستنتهى الأمور، وعلينا أن ننتظر ونرى ماذا سيحدث فى الفترة القادمة".
وأضاف نيجروبونتى فى ندوة عقدها مجلس الشئون الخارجية بالتعاون مع كلية الشئون العامة بالجامعة الأمريكية قائلا: "لا نعرف ما ستؤول إليه الأمور فى تونس، فى ظل الفوضى الحالية لانتقال السلطة"، مضيفاً "الاستقرار هام لحياة الشعوب حتى تستطيع أن تحيا، وتعمل لذلك لابد من الحرص فى التعامل مع تلك الأحداث".
وأشار إلى أن الأمن بالمنطقة شأن داخلى لكل دولة، ولكن تبقى مشكلة إيران خطيرة إلى حدا بعيد، مضيفاً "أن الولايات المتحدة اكتشفت كيف لعبت إيران دورا كبيرا فى تمويل الإرهابيين لإحداث الفوضى بالعراق"، وتحاول الآن حكومة نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى تهدئة الأوضاع، ونعتقد أنها تؤدى بشكل جيد.
ونفى نيجروبونتى تنامى دور إيران بالمنطقة بعد حرب العراق، لافتا إلى أن نفس السيناريو ما قبل وبعد الحرب مستمر بمواقف إيران غير البناءة وسلوكها المثير للمشكلات بدعمها حزب الله.
وعن برنامج إسرائيل النووى قال نائب وزيرة الخارجية الأمريكية السابق "هناك دول عديدة لم توقع على اتفاقية حظر الانتشار النووى منها إسرائيل والهند وباكستان، فى حين أن دول وقعت مثل إيران وكوريا الشمالية ولكن هناك تخوف من اتجاهاتهما، وبالنسبة لبرنامج النووى الإسرائيلى قال "أعتقد أنه بحل المشكلة الفلسطينية وإقامة إسرائيل لعلاقات مع كافة دول المنطقة يمكننا عندها الحديث عن برنامجها النووى".
وعن التحيز الأمريكى لإسرائيل والتهديد باستخدام الفيتو ضد أى قرار إدانة للمستوطنات الإسرائيلية أشار نيجروبونتى إلى أن "الولايات المتحدة لديها التزام بأمن إسرائيل، وهذا أمر معلن، كما أننا نؤمن بإقامة وطن قومى للفلسطينيين، إلا أن ممارسة أى ضغوط على إسرائيل ربما يواجهه مزيد من المقاومة والتعنت والاضطراب"، مضيفا "ونتفهم إحباط بعض الأطراف فى المنطقة إلا أن الإدارة الأمريكية تعمل على حل طويل المدى بدلا من اتخاذ موقف ربما يؤدى إلى التصعيد". وأضاف ربما تقوم الولايات المتحدة باستخدام الفيتو بمجلس الأمن ضد قرار يدين إسرائيل وربما لا تستخدمه أو تكتفى بعدم التصويت وكل شىء وارد ومحتمل.
وأوضح نيجروبونتى أن أمريكا لا تزال قوة عالمية ويسعدنا التطور الجارى فى الدبلوماسية الدولية، حيث بدأ الكل يعمل سويا ولم نعد ننفرد بالقرار، ورغم المنافسة الشديدة من الصين التى تعد قوة اقتصادية لا يستهان بها إلا أننا نسعى للتعاون معها.
مستطردا نتوقع مستوى أفضل من التعاون فى السنوات القادمة على كافة المستويات، وربما يؤثر عملنا معا كأعضاء دائمين بمجلس الأمن فى توطيد تلك العلاقات خاصة فيما يتلق بالملف الإيرانى".
واعتبر نائب وزيرة الخارجية الأمريكية السابق أن انفصال السودان يعد أحد أكبر التطورات بالمنطقة هذا العام مع ضرورة العمل على منع أى اضطرابات بين الشمال والجنوب الغنى بالنفط.
ولم يجيب المسئول الأمريكى الذى عمل ضمن إدارة كونداليزا رايس الرد على سؤال حول دعم واشنطن للكثير من النظم الاستبدادية بالمنطقة والسكوت على التصريحات العنصرية لوزير الخارجية إفيجادور ليبرمان ضد مصر.
يذكر أن جون نيجروبونتى شغل عدة مناصب حساسة فى إدارة الرئيس الأمريكى السابق بوش الابن ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس، حيث كان للعراق فى الفترة من 2004-2005، ومندوبا عن الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة فى الفترة من 2001 الى 2004، كما تولى منصب مدير الاستخبارات الوطنية فى الفترة من 2005 إلى 2007.
حضر الندوة نخبة من الدبلوماسيين المصريين والأجانب وأدارها كل من السفير عبد الرءوف الريدى، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، والسفير نبيل فهمى عميد كلية الشئون العامة بالجامعة الأمريكية.
دبلوماسى أمريكى: من المبكر الحكم على التجربة التونسية
الخميس، 20 يناير 2011 02:39 م