د.طارق النجومى يكتب: بيع أرضك.. شوف الشارى مين؟

الخميس، 20 يناير 2011 12:57 ص
د.طارق النجومى يكتب: بيع أرضك.. شوف الشارى مين؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا نضحك ونحن نشاهد فيلماً، وأحدهم يفتتح مزاداً لبيع أحد نزلاء مستشفى العباسية وهو يصيح.. قبل ما يعقل يا جدعان؟ لم ندرك فى ذلك الحين أنه سيأتى علينا يوم لنباع مثل هذا الرجل!

بيع أرضك.. بيع تاريخك.. شوف الشارى مين؟ فتح المزاد.. ولكنه ليس بمزاد علنى! فقد تم البيع والناس نيام! ألا أونا.. ألا دو.. ألا ترى.. مبروك عليهم؟

يحس كل مصرى مازالت تسرى فى وجدانه ولو بقايا من حب لهذا الوطن بأنه حائر مغيب فى وطنه.. يكتشف أنه مثل زوج غافل.. آخر من يعلم!

نقرأ كل يوم عن أخبار الوطن الذى بيع بأبخس الأسعار.. بيعت شركات.. بيعت بنوك.. بيعت مئات الآلاف من الأفدنة للقيام بمشروعات قالوا إنها ستعود علينا بالرخاء.. فلا مشروعات أقيمت ولا رخاء أتى ولا بقيت أرضنا على حالها!

نشأ وجداننا أن أرض الإنسان مثل عرضه.. نشأنا ونحن نسخر من عواد الذى باع أرضه.. فدارت الدوائر.. وجدنا أنفسنا فى غفلة من الزمان عواويدا رغماً عن أنوفنا!

من الذى اشترانا؟ شركات وأفراد من هنا وهناك! لا نعلم من وراءهم من خلف الستار؟.. من المسئول وهل بيعنا هذا نهائى؟ أم سنسترد أرضنا مع دفع الغرامة؟

باعنا الباشا والبيه والإكسلانس والمونشير.. وسيدفع تكاليف الفاتورة عيشة وبهانة ووهدان وحسين!

أنهم لم يبيعوا أرضاً ولكنه باعوا تاريخاً ودماء شهداء.. باعوا أرضا أريقت عليها أنهار من دماء أبنائها على مر الزمان.. أرضاً أرتوت بدماء الملايين من الجنود المجهولين.. وسطر التاريخ أسماء مئات من القادة الشهداء بذلوا أنفسهم فوق ترابها لتبقى مصانة لأبناء هذا الوطن.

بأى ثمن بيعت أرض الجدود وأرض الأبناء والأحفاد.. ومن أجل من؟
فى مرحلة من تاريخ مصر كان الشعار دعونا نعمل فى صمت.. ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. واستبدل الشعار ليصبح دعونا نبيع فى صمت! وما بين هذا وذاك حالنا كما نراه اليوم!

السكوت بقى كبيرة يا أهل الدين.. هيحاسبنا عليها رب العالمين.. أبو الهول لما صحى وشاف حال المساكين.. قال أنا حجارة جسمى بتدوب من سنين.. من القهر والحزن الدفين.. لأنى ما لى لسان ينطق باليقين.. لكن ماعنديش إلا هما كلمتين.. كلام أغزلوه موال حزين.. هقولهم قبل ما أكون أثر بعد عين.. تحطهم يا ابن بلدى حلق فى ودانك وكحل فى العين.

أرضك كل يوم بتنباع قدامك.. وفى يوم هتلاقى الأغراب ملاكك.. وتبقى عبد فى بلادك.. خدام لأسيادك.. لناس شعورهم صفرا وعيونهم زرقا فوق ظهرك.. تنحنى وضوافرك غارزه فى اللى كانت أرضك.. وهما بيسحلوك.. وأنت بتجعر وتقول الاستقلال التام أو الموت الزؤام.. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة