محمد حمدى

الأستاذة عصمت.. وطارق بوند

الخميس، 20 يناير 2011 01:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أولى جلسات محاكمة طارق عبد الرازق المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، حدث أغرب موقف من نوعه من محامية المتهم عصمت عقل، أزعم أننى لم أر أو أسمع مثله، خلال 49 عاما عشتها فى هذه الحياة، حين أعلنت المحامية أن موكلها خائن لوطنه أمام المحكمة، مما دعا المستشار الذى ترأس المحاكمة إلى القول إن المحكمة قررت تنحيتها عن القضية لأنها حكمت على المتهم مسبقا بأنه خان مصر وقبلت مذكرة التنحى التى قدمتها.

وبعدها بيومين حددت محكمة جنح الساحل جلسة 20 فبراير القادم لنظر الدعوى المقامة من أحد المحامين ضد عصمت عقل، والتى يطالب فيها بالتحقيق مع المحامية وتعويض مدنى مؤقت قدره 40 ألف جنيه لإفشاء أسرار التحقيقات مع موكلها بالنيابة، وإهدار كرامة مهنة المحاماة، وتقليل احترام المواطنين للمهنة وللمحامين وزعزعة الثقة فيهم.

وغرابة ما قامت به الأستاذة عصمت المحامية أنه لا يخالف فقط مواثيق وشرف مهنة المحاماة، وإنما هو خرق واضح للقانون الذى ينص على أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، بعد محاكمته محاكمة عادلة، ولا يجوز للمحامى إفشاء أية أسرار بينه وبين موكله، حتى لو تأكد أنه ارتكب الجرم الذى يحاكم على أساسه، وفى هذه الحالة ليس عليه سوى التنحى عن الدفاع دون الإضرار بمصالح موكله.

وقد سمعت أن نقيب المحامين حمدى خليفة قرر إحالة المحامية إلى جلسة تأديب نقابية، لما بدر منها، مع العلم أنه فى أوروبا وأمريكا يؤدى إخلال المحامى بحقوق المتهم، أو إفشاء أسراره إلى شطبه من سجلات المحامين، ومنعه من ممارسة المهنة إلى الأبد.

لكن الأستاذة عصمت ليست حالة وحيدة فى مصر، فنحن نعيش حالة خلط غير مسبوقة فى كل شىء، أشاهد مثلا على سبيل المثال زملاء صحفيين فى البرامج التليفزيونية يدلون بأراء فى موضوعات فنية بحتة بكل حماس، رغم أن معلوماتهم عن الموضوعات المطروحة للنقاش، لا تتجاوز ما قرأوه فى الصحف قبل ظهورهم على الهواء.

وعلى سبيل المثال حين أثير موضوع بناء أو نقل المحطة النووية فى الضبعة، كنت أشاهد يوميا ولعدة أشهر صحفيين من كافة الصحف والاتجاهات وهم يتحدثون ويسوقون الأدلة، لتأييد قرار نقل المحطة، أو الإبقاء عليها، رغم أن لا أحد فيهم خبير فى الطاقة النووية أو البيئة، وربما لا يعرف بعضهم الفرق بين اليورانيوم المخصب، وعالى التخصيب، ونوى البلح!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة