أحيانا تنتابنى حالة من الحيرة، فأمسك بقلمى لأخط ما يحيرنى ولكن قلمى، وكأن الصمت أصابه، وأكرر المحاولة مرات ومرات، وبعد عناد طويل بينى وبينه أتوصل فى النهاية إلى السبب، والحمد لله أنى الآن توصلت إلى سبب حيرتى وتعجبى أنى ما عدت أقرأ أو أشاهد عن بلدى شيئا مفرحا.
فكل ما تقع عليه الآن يسىء لها ويظهرها فى أسوأ صورها، الكل أصبح يرفع كرباج الجلاد فيبدأ بجلدها دون رحمة، أعلم أن لدينا الكثير والكثير من المشكلات وأن النفس تعبت وتتحمل ما لا طاقة لها بت، لكن رفقا يا سادة ببلادنا ولا داعى لتعريتها بهذا الشكل الفج، انتقدوا كيفما شئتم لكن لا تعروها.
أكتب مقالتى هذه بعد رؤيتى لفيلم 876 وتذكرت بعدها أفلام أخرى عرضت فى العام المنصرم تحمل نفس الفكر
الإساءة لمصر بدعوى الحرية الفكرية وسينما الواقع.
أى واقع هذا الذى يجعلنى لا أستطيع أن أشاهد الفيلم وسط أناس لا يحملون نفس جنسيتى المصرية رغم وجود أكثر من ذلك لديهم؟ لكن عند الحديث عن ذلك يسرعون فى الإنكار وكأننا وحدنا فى هذا الهم.
نعم لدينا عشوائيات لكن إظهارها بهذا الشكل على شاشات السينما ما هو سوى إساءة لنا ولهذه الفئة، ماذا قدم لنا العمل ككل سوى تعرية وإساءة؟ هل قدم لنا ولو حلا واحدا؟ لا أعتقد
التحرش انتشر وبشكل كبير ولا يستطيع أحد إنكار ذلك، ولكن هذا لا يعطى الحق لكاتبى ومخرجى الدراما إلى استغلال ذلك بدعوى الواقعية والإبداع.. الواقع معناه أن نرى الوضع المفروض يكون عليه الفعل ونقوم بنشره وعرضه وليس عرض الفعل فقط.
للأسف ما يحدث وكأننا فتحنا جرحا وتركناه فى حين أن لو كان مفتوحا من الأصل، فلن يؤلم أو بالأحرى سيستطيع صاحبه التأقلم معه.
صدقا لا أعلم لماذا نفضح نحن أنفسنا بأنفسنا ألا يحدث ما ننشره على الملأ هذا سوى ببلدنا فقط؟ لماذا نحن فقط من نفعل فى أنفسنا ذلك؟
ليس هذا هو الإبداع وليست هذه هى سينما الواقع، فالواقع ليس كله كذلك.. فالرحمة أيها السينمائيون فليست هذه هى مصر.
إيمان سراج تكتب: الرحمة أيها السينمائيون فليست هذه هى مصر
الخميس، 20 يناير 2011 02:51 ص
لقطة من فيلم 678
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة