إكراميات زين العابدين بن على فى الصحافة المصرية

الخميس، 20 يناير 2011 10:49 م
إكراميات زين العابدين بن على فى الصحافة المصرية زين العابدين بن على
أحمد مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«نناشد الصحفيين ألا يأكلوا من لحمنا» جاءت هذه الصيحة على لسان الصحفية والمناضلة التونسية نزيهة رجيبة «أم زياد»، فى كلمتها بنقابة الصحفيين المصريين يوم 3 مايو 2006 م، أثناء الاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة، احتجاجاً على بعض الصحف المصرية التى تجاهلت المآسى اليومية التى ارتكبها الرئيس المخلوع زين العابدين بن على، فى الوقت الذى نشرت فيه أخبارا تشيد بإنجازات النظام التونسى، مما يجعل هذه الصحف كمن يأكل من لحم المواطن التونسى.

إلا أن العديد من الصحف والصحفيين لم يكترثوا بهذا النداء، واستوى فى هذا الأمر الصحف القومية والمعارضة والمستقلة، واستمرت الإعلانات المدفوعة تنهال على الصحف، تحمل عناوين براقة عن جنة الديمقراطية فى تونس، وصور بن على الملونة.

وكان الناشط الحقوقى والمحامى جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قد أصدر تقريراً تحت عنوان: «من يدفع الثمن؟» يرصد ظاهرة دراويش النظام التونسى السابق فى داخل المؤسسات الصحفية المصرية، التى لم تختلف فيما بينها جميع أطياف الصحافة المصرية من صحف قومية وحزبية بجميع انتماءاتها السياسية، بالإضافة إلى بعض الصحف الخاصة.

اكتفت الشبكة العربية فى التقرير بتوثيق 25 إعلانا موزعة على ثمانى جرائد ومجلات مصرية فى عامى 2006-2007.

وأشار جمال إلى أن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أرسلت خطابات إلى رؤساء تحرير 5 صحف ومجلات، بينهم 3 رؤساء تحرير صحف قومية ورئيس تحرير صحيفة مستقلة، وآخر حزبية يسارية، تحثهم فيها على توضيح طبيعة المواد التى تنشر عن تونس فى الصحف أو المجلات التى يرأسون تحريرها، وتعرض عليهم تزويدهم بملفات وقضايا عن حقيقة الأوضاع فى تونس، وتناشدهم أن يفسحوا بعض المساحة فى جرائدهم للنشطاء والصحفيين التونسيين ليطرحوا على الرأى العام المصرى والعربى والعالمى، ما آلت إليه تلك الحقوق من ترد وما أصابها من انتهاكات على يد الحكومة التونسية، لكن أياً من هذه الجرائد لم تعر نداء الشبكة أى اهتمام، استمرت فى نفس النهج ونشرت إعلانات فى صورة أخبار ومواد تحريرية.

الأمر الأكثر خطورة أن الأسماء التى رصدها التقرير وطبقا لتصريحات جمال عيد لـ«اليوم السابع» ضمت أسماء صحفية كبيرة ولامعة من بينهم رؤساء تحرير صحف قومية وحزبية يسارية ومستقلة تطالب بحقوق الإنسان والحرية وتنتقد النظام المصرى بشكل مباشر ولكنها لم تجرؤ على انتقاد نظام بن على المخلوع، وفى بعض الصحف ضمت قائمة دراويش النظام التونسى السابق أكثر من صحفى، بالإضافة طبعاً إلى رئيس التحرير الذى لا يريد أن يترك التورتة لصحفى أصغر منه مثلما حدث فى إحدى الصحف الحزبية التى تعانى من أزمات مالية، واللافت أن إعلانات النظام التونسى ضمت الأعداء فى الصحافة المصرية الذين وصلت بين بعضهم الأمور إلى ساحات القضاء. ولم تخل القائمة من اسم أحد نقباء الصحفيين السابقين.

واللافت أن بعض هذه الصحف خالفت جميع الأعراف والتقاليد المهنية ونشرت إعلانات تونس كأخبار بشكل واضح ومتعمد، بينما نشرت جريدة حزبية إعلانات تونس بشكل مستفز فى الوقت الذى كانت تطالب فيه بحرية الصحافة والقضاء وانتقاد النظام المصرى.

ويرصد التقرير جانبا من عناوين الإعلانات التى وردت فى الصحف لصالح النظام التونسى، ففى 12 أبريل 2007 كتبت جريدة قومية يومية عن المرأة التونسية فى مواقع القرار السياسى «مشاركة كاملة فى تجسيم المشروع المجتمعى وترسيخ المسار الديمقراطى التعددى».

جريدة قومية أخرى كتبت فى عددها الصادر فى 13 أبريل 2007م «أولوية قصوى لحقوق الإنسان فى فكر زين العابدين بن على». فى حين كتبت صحيفة حزبية فى عددها 13 أبريل 2007 «تونس الأولى إفريقيا فى استخدام التكنولوجيا»، وكتبت مجلة أسبوعية حكومية فى 14 أبريل 2007 «الأمم المتحدة تشيد بالتحول التونسى».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة