علت أجراس الكنائس مع صوت الأذان وأخفت ألام المكلومة وجهها فى عباءة الصبر. وهمهم المجاديب: مدد يا حسين مدد أبناء الوطن الواحد يساعدون أعدائهم فى الهدد..
تناثرت روائح البخور وعمت أجواء العيد سحابة حزن.. جاء من أقصى المدينة رجل يسعى يتهدج صوته من الأسى تبدو فى ملامحه علامات الحكمة ولكنه أهل الصعيد الواضحة:
بكفياك يا ولد ..أنا لسه أخويا دمه عندى غالى وعقلك فى راسك تعرف خلاصك. أنا واخويا مينا راح نظل جنب بجنب واوعاك يا صاحبى تفل..
من قديم الزمان وحطها فكرة فى عقل الكل مش أنا وأنت حفرنا ترعة المحمودية بعد حفر الإبراهيمية وترعة البحر عشان الخير على أهل بلادنا يعم كانت الأيام دكها فيها لئيم اللئمة ديلسبس والخونة، وكنا بنغنى على الربابة وكنا بنقول مصر عندنا أهم مننا دى هى الأم.
مش أنا وأنت يا خل كنا إيد واحدة أيام السد وسنينه العابرة وفى 48 وفى فلسطين والجولان وحرب اليمن مترحلين من أشلاء لأشلاء تانى دقنا المر..
جعنا وتشردنا فى الصحراء فى حرب الاستنزاف وإيدك بتشد إيدى تازرنى وتقوينى نغمس من قصعة واحدة بسارة وسريس وفجل ناكل عيش حاف قضمة قضمة والمية فى الجربندية الجلد قطرة قطرة.
وفى أكتوبر 73واقفين صامدين على الجبهة أمى وأمك بيصوموا لاجل النصر ويندروا شموع للعدرا ويخبزوا عجين العيد فى نفس الفرن، بينهم سنين جيرة ومحبة وأنا وأنت فى نفس الجب وإيد على إيد أيام الزلازل والغلب نواسى بعضنا وندفن أهلنا جنب بجنب
بنينا جامع الراشدين ودير للطاهرة وبلينا شربات الحجيج واخدت من أبونا البركة. مش راح نخلى البعيد يشمت فينا ويلعب بينا زى ورق الكوتشينة ويقول بصرة ويزرع بنا الفرقة، إحنا مش ولاد عائشة وخديجة وفاطمة وخالتى وداد وإيزيس إحنا ولاد مصر الحرة..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة