استنكرت قيادات وزارة الثقافة تفجيرات الإسكندرية التى تمت مساء ليلة رأس السنة أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، وراح ضحيتها عدد من المصريين، واعتبروا هذه الأحداث جريمة فى حق كل المصريين، مسلمين وأقباط، وأن من قام بها لا يمت لأى دين بأى صلة، وإنما مجرم عميل يستهدف زعزعة أمن مصر، وحذروا من تفتيت مصر، فى حالة عدم وجود خطة محددة للتصدى لمثل هذه الحوادث.
"دى حاجه توجع القلب"، هكذا قال الدكتور محمد صابر عرب رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، ورئيس الهيئة العامة للكتاب، وأضاف أن ما حدث جعل كل المصريين يشعرون بقدر كبير من المرارة والأسى، مؤكدا أن مصر فى المرحلة الحالية تحتاج لإعادة ترتيب.
ودعا عرب المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى، والأحزاب السياسية، والجامعات ووزارات الثقافة والتعليم والإعلام إلى التكاتف ووضع برنامج نسترجع من خلاله القيم المصرية الأصيلة مثل المواطنة، والتعايش، والتى كانت سائدة قديما، وكان أصحاب كل الديانات يعيشون بسلام وأمن فى مصر.
وأضاف عرب أن هناك تغيرات أمنية سمحت لهذه الجرائم أن تحدث، خاصة وأنها تحدث فى المناسبات العامة، التى يستوجب أن يكون الأمن بها أكثر كثافة، مؤكدا أنه لا يجب أن تمر الحادثة مثلما تمر كل مرة ونكتفى بقول إن من فعلها شرذمة إرهابيون، بل يجب الوقوف عند الحادث على المستوى الأمنى وعلى مستوى علاقة المصريين ببعضهم.
وقال الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن هذه الجريمة البشعة استطاعت تحويل الاحتفال بالعام الجديد إلى سرادق عزاء كبير، وتلطيخ العام الجديد باللون الأحمر، داعيا كل الأطراف بتصفية النفوس خاصة وأن ما حدث لا علاقة له بالفتنة الدينية، وإنما فتنة خارجية تريد زعزعة الأمن فى مصر.
وأضاف مجاهد أن هناك من يستغل العاطفة الدينية فى مصر، ويزرع بذور الطائفية لاستغلال الاحتقان الطائفى، للتدخل فى سياسة مصر، مضيفا أنه يأمل فى أن يكون تحمل المسئولية من أجل هذا الوطن هو الشعور الملازم لكل مصرى.
من جانبه اعتبر حسام نصار رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة أن مرتكبى الحادث لا يمتون للدين بأى صلة، وأنهم لا يكرهون عقيدة معينة وإنما يكرهون مصر، واصفا الحادث بالمقزز، والمؤسف، لأنه استهدف مدنيين خرجوا للصلاة والاحتفال، معبرا عن حزنه وأسفه لما حدث، مؤكدا أن من قام بهذا العمل الإجرامى لا بد وأن يعاقب بلا رحمة.
بينما اعتبر الدكتور سامح مهران رئيس الأكاديمية المصرية للفنون أن ما حدث كابوس يدعو للحزن العميق، ويدعو لضرورة عمل رد فعل ثقافى، داعيا الدولة لاتخاذ إجراء صارم تجاه كل ما هو طائفى وعرقى فى البلد، وضرورة الشروع نحو الدولة المدنية بأسرع ما يمكن، وتعديل كل هياكل الدولة بما يتوافق مع الدولة المدنية المأمولة، مؤكدا أن البداية يجب أن تنطلق من المناهج الدينية التى تحض أو حتى تلمح إلى العنصرية فى الدين أو اللون أو العرق، والقضاء على هذه المناهج.
أما الكاتب حلمى النمنم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب، أكد أن ما حدث هو ما سبق وتم التحذير منه مرارا وتكررا، معتبرا أن مؤشرات هذا الجرم كانت واضحة من نمو روح السلفية والأصولية، مضيفا أن هذه الروح هى التى مزقت العراق والسودان وفلسطين، وقضت على الصومال، مؤكدا أن هذه الروح أصبحت تحاصرنا ولن نسلم منها إلا إذا قدمنا مشروعا لمواجهتها.