قالت مجلة التايم الأمريكية إن الهجوم على كنيسة القديسين بالإسكندرية يحمل كل بصمات تنظيم القاعدة، وأضافت أن التفجير الذى ترك 21 قتيلاً و97 مصاباً قد نكأ جرحاً فى الصدع الطائفى فى مصر الذى يواجه مشكلات بالفعل.
وتحدثت الصحيفة عن التهديدات التى أطلقها تنظيم القاعدة فى العراق قبل شهرين، والتى توعدت بالانتقام مما أسماه اختطاف "النساء المسلمات من قبل الكنيسة القبطية" فى إشارة إلى زوجتين للكهنة تردت شائعات عن إعلانهما إسلامهما.
وقد وجهت الحكومة المصرية أصابع الاتهام إلى جهات خارجية رغم أنها لم تشر تحديداً إلى القاعدة. وطالما كانت مصر تخشى من أن تعلن عن تنفيذ القاعدة هجوم على أرضها خوفاً من أن يؤدى ذلك إلى إثارة الفزع بين السائحين.
ورصدت المجلة ردود الأفعال المختلفة داخل من مصر من قبل وزارة الأوقاف والأزهر ومكتب المفتى الذى اعتبر أن هذا الحادث لا يمكن أن يأتى من مسلم يعرف حقيقة الإسلام. ورجح المفتى د. على جمعة تورط أطراف أجنبية تريد ضربة الوحدة الوطنية.
إلا أنه، حتى الآن، لا يوجد دليل على ذلك. ويشكك المحللون فى أن هذه المزاعم ما هى إلى خطب رنانة تقليدية من قبل نظام يستخدم المسئولين فيه التدخل الأجنبى ككبش فداء لحوادث العنف التى تتراوح ما بين التفجيرات الإرهابية وهجمات الصواريخ بل وحتى هجمات أسماك القرش.
وفى حين يعتقد كثير من المحللينن كما تقول التايم، أن الهجوم الأخير كان مستوحى من قبل أشخاص من الخارج، فإنهم يعتقدون أن ما يثير خوف الحكومة حقاً هو أنه محلى فى تصميمه. وبالنسبة للسلطات التى شنت حملة ضد التطرف الإسلامى فى التسعينيات، والتى وضعت الكنائس المصرية فى حالة من التأهب الشديد، فإنه ذلك يمثل فشل كبير لها.
ولا يزال الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ذلك الحادث يسلط الضوء على واقع مقلق اعتادت الدولة أن تخفيه، وهو أن التوترات الطائفية فى مصر تزداد سوءاً. فيقول هشام قاسم إن الخطاب الرسمى يتعامل دائماً مع المشاكل على أساس انها ليست موجودة، فهناك قضايا تمييز ضد الأقباط، وهم يرفضون التعامل معها.
ورغم أن الأقباط يمثلون 10% من إجمالى سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة، إلا أن مراقبين من الجانبين المسلم والقبطى يقولون إن الطائفية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً عبر السنوات نتيجة لازدياد التدين والتنافس على الموارد الطبيعية فى ظل تدهور الظروف الاقتصادية.
وطالما اشتكى الأقباط من تمييز الحكومة وإهمالها لهم، فى حين يقول المسلمون إن الأقباط، الذين يخضعون لقواعد وأنظمة مختلفة قليلاً، بالمعاملة التفضيلية التى يحظون بها والخروج عن القانون. واعتبرت الصحيفة أن التحول الدينى هو أحد أكثر القضايا الخلافية سواء سراً أو علناً على حد السواء.
وتنقل المجلة عن يوسف سيدهم، رئيس تحرير جريدة وطنى القبطية قوله إنه يظل مقتنعاً أن جماعة جهادية إسلامية جذورها فى مصر والإسكندرية، هى التى تقف وراء ما يحدث. وأضاف: "نحن نعرف أنه عندما تنجح القاعدة فى تنفيذ أى هجوم فإنها تعلن مسئوليتها عنه، وفى هذا الحادث، لم يحدث هذا بعد".
التايم: هجوم "الإسكندرية" يحمل كل بصمات القاعدة
الأحد، 02 يناير 2011 03:37 م
هجوم "الإسكندرية"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة