نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، تحقيقاً عن مجموعة من الطلبة والطالبات فى قطاع غزة الذين وضعوا وثيقة، يعبرون فيها عن حالة الإحباط الناجمة عن الحملات العنيفة التى تشنها حماس على ما تسميه "الانحلال الغربى"، ومن التدمير الذى تسببت فيه الهجمات الإسرائيلية وكذلك من الألعاب السياسية التى تلعبها فتح والأمم المتحدة.
وتقول مراسلة الصحيفة فى غزة إن هؤلاء الشباب وافقوا على مقابلتهم بشرط عدم التصوير وعدم الكشف عن أسمائهم الحقيقية، فهذه هى أول مرة يتحدث فيها هؤلاء الناشطون على الإنترنت مع الصحافة منذ أن أطلقوا ما يسمونه "بيان شباب غزة من أجل التغيير"، وهو وثيقة تصفها الصحيفة بأنها تحريضية مكتوبة بشجاعة وبطاقة غاضبة أثرت بشكل كبير فى كل من شاهدها عبر الإنترنت، فطلبة الجامعة الشباب متحمسون بشكل ملحوظ لكنهم خائفون أيضا، فيقول أحدهم، وأطلق على نفسه اسم أبو جورج "لم تعد حياتنا فقط فى خطر، ولكننا نضع عائلاتنا أيضا فى دائرة المخاطرة".
وعلقت الصحيفة على هذا البيان الثورة بالقول إنه استثنائى وهو بمثابة صرخة إلكترونية حماسية يوضح من خلالها شباب وشابات من قطاع غزة، الذى لا يتعدى عمر أكثر من نصف سكانه البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، 18 عاماً، أنهم اكتفوا بما رأوه.
فيبدأ البيان بالقول: "تباً لحماس وتباً لإسرائيل.. تباً لفتح وتباً للأمم المتحدة.. تباً للأونروا وتباً للولايات المتحدة.. فنحن، شباب غزة، سئمنا من إسرائيل وحماس والاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان وعدم الاختلاف فى المجتمع الدولى".
ويفسر البيان المنشور على موقع فيس بوك الإهانات اليومية والإحباطات التى تشكل الحياة اليومية فى قطاع غزة، تلك الشريحة من الأراضى الفلسطينية التى أغلقتها مصر وإسرائيل فعليا وعزلتاها عن العالم بعد سيطرة حماس عليها.
ويمضى البيان فى القول: "إننا هنا فى غزة خائفون من أن نسجن ويتم التحقيق معنا، وخائفون من أن نتعرض للتعذيب أو التفجير أو القتل.. نحن خائفون من الحياة لأن كل خطوة نقوم بها يجب أن يتم مراجعتها والتفكير فيها جيداً، هناك حدود فى كل مكان، لا نستطيع أن نتحرك كما نريد، أو نقول ما نريد أو نفعل ما نريد، وفى بعض الأحيان، لا نستطيع حتى أن نفكر كما نريد لأن الاحتلال قد احتل عقولنا وقلوبنا بدرجة مفزعة تؤلمنا وتجعلنا نريد أن نذرف دموعا لا نهاية لها من الإحباط والغضب".
وينتهى البيان بثلاثة مطالب: "نريد ثلاثة أشياء، نريد أن نكون أحراراً، أن نكون قادرين على أن نحيا حياة طبيعية ونريد السلام.. فهل هذه المطالب كثيرة؟".
وتسمى المجموعة التى صاغت هذا البيان على الفيس بوك نفسها " غزة تثور"، وعندما قاموا بصياغته قبل ثلاثة أسابيع، منحوا أنفسهم عاماً لجمع ما يكفى من التأييد قبل أن يفكروا فى القيام بمزيد من الخطوات، غير أن بيانهم وصل إلى جميع أنحاء العالم بسرعة غير متوقعة وأثمر آلافا من المؤيدين أغلبهم من نشطاء حقوق الإنسان الذين أبدوا استعدادهم للمساعدة.
الأوبزرفر: شباب غزة يثور ضد حماس وفتح وإسرائيل
الأحد، 02 يناير 2011 12:55 م