يواجه الرئيس الفلسطينى محمود عباس حصاراً سياسياً من جميع الجوانب مما يضعه فى مأزق شديد الحساسية، حيث تصاعد الخلاف بشدة بين أبو مازن وحركة حماس فى قطاع غزة على خلفية المعتقلين، ووصل الأمر إلى تبادل الاتهامات، حيث وجهت حماس تحذيرا شديد اللهجة حيث قالت فى بيان لها: "نحذر محمود عباس وأجهزته الأمنية من مغبة الاستمرار فى اعتقال الستة المضربين عن الطعام، ونحمله مسئولية تدهور حالتهم الصحية، خاصة المختطف مهند نيروخ الذى دخل حالة موت".
ودعت الحركة فى بيانها إلى الإفراج الفورى عن المعتقلين المضربين عن الطعام، مشددة على أن الاستمرار فى هذا النهج لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلى، ومشاريعه فى تصفية القضية الفلسطينية.
ويتزامن هذا التصعيد غير المسبوق مع انقسام حركة فتح الداخلى والخلاف الذى نشب بينه وبين محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ومفوض للإعلام والثقافة فى مركزية الحركة، والذى اتخذ أبو مازن قرارا بتجميد عضويته وعمله وتشكيل لجنه للتحقيق معه، وهو الأمر الذى قلب العديد من أبناء الحركة أنصار دحلان.
وهدد أنصار دحلان الرئيس أبو مازن بنشر وثائق أطلق عليها العبض "ويكيليكس فتحاوية" من شأنها أن تقلب الطاولة رأساً على عقب، لاسيما أن الأمر يتعلّق بمسئولين كباراً فى السلطة، حسب ادعائهم، وذلك فى إطار الدفاع عنه بشتى السبل "فى ظل ما يتعرّض له من مؤامرة"، لافتين إلى أنهم أطلقوا "رسائل تحذير" إلى عباس.
كما يواجه أبو مازن حصاراً دولياً آخر للضغط عليه وقبول المفاوضات مع إسرائيل فى ظل استمرار الاستيطان وأعلنت إسرائيل اليوم رفضها لمقترح الرئيس الفلسطينى بإعداد خطة دولية للسلام.
وأكد عريقات، رئيس دائرة المفاوضات فى منظمة "التحرير الفلسطينية" أن "رفض "إسرائيل" لدعوة المجتمع الدولى لوضع خطة سلام كان أمرا متوقعا".
وأشار عريقات إلى أن "إسرائيل تريد حلا انتقاليا وليس نهائيا مع الفلسطينيين، الأمر الذى يعنى استمرار الاحتلال والاستيطان والذى فضلته الحكومة الإسرائيلية على السلام"، متهماً الحكومة "الإسرائيلية" بإفشال جهود السلام التى بذلت من قبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما وتلك التى بذلتها دول العالم لإطلاق عملية سلام.
وجدد عريقات تمسك الفلسطينيين "بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 مع تبادل طفيف متفق عليه وكذلك عدم وجود أى إسرائيلى على أرض فلسطين بعد الانسحاب منها".
