فى كثير من الدول نرى تصارعًا كبيرًا على السلطة وعلى كرسى الزعامة ويموت أشخاص كثيرون فى سبيل وصول القادة إلى سدة الحكم، ولكن ما يحيرنى هو أن أغلب هذه الدول لا تجد قوت يومها ولكن الكل يسعى لكى يصبح زعيما ورئيسا لدول الفقر والجهل، ولقد تذكرت عبارة فى إحدى المسرحيات: ( اللى يصحى الصبح بدرى يمسك الحكم) لأن للأسف هذا هو واقع أفريقيا الكل يريد الزعامة، وأغلب قادة الانقلاب لا يعرفون القراءة أو الكتابة.
لقد زاد الغرب من آلام أفريقيا ومعاناتها وذلك عن طريق بيع السلاح والحصول على ما فى باطن الأرض من ثروات ولا تجد قائدًا أو زعيمًا انقلابياً إلا ويكون مدعومًا من إحدى الدول الأجنبية وعند وصوله للحكم يتم التأييد والاعتراف بت، وإعطاؤه كل ما يريد من مال وسلاح، وهكذا يتكون ديكتاتور جديد فى أفريقيا، وخاصة البلاد الفقيرة تكون يدًا للغرب على أهل بلده
وجيرانها، ويصبح زعيما أو ملكا للفقر والجهل.
لقد أعطوا الأطفال سلاحًا حقيقيًا فكان قوة فى يد غاشمة تحركها الأطماع ولا تحركها الوطنية، ولقد شاهدت كثيرًا من الأطفال الذين إذا هدأت الأمور نسبيًا فى بلدهم بعد سنوات الحرب لا يعرفون كيف يأكلون عيشهم فقد تعودوا على الإمساك بالسلاح سبيلا للحصول على الطعام، فكيف بعد أن شب على الحرب تقول له هيا ازرع كن فلاحًا أو عاملا فى مصنع أو مزارعًا أجيرًا، إنهم قتلة بالفطرة، وأفضل شىء لهم هو إمساك السلاح وإن حياة الحروب تجرى فى دمهم، والأفضل لهم هو أن ينضموا إلى جيش وطنى يكون قادر على حمايتهم من أنفسهم.
والأخطر هو الانقسام بعد الوصول إلى السلطة، مثلما حدث فى الصومال فبعد وصول الرئيس الصومالى شريف شيخ أحمد للحكم حدث انقسام بين قادة الصومال الذين أوصلوه إلى الحكم واتهموه بمحاباة الأمريكان وانقلبوا عليه ومازال الصراع قائمًا بينهم منذ أكثر من أربع سنوات وهكذا يستمر حال هذه الدول صراعًا أبديًا على السلطة لمصلحة دول كبرى.
ما يحدث الآن فى ساحل العاج شىء يحير، الشعب اختار الديمقراطية وفاز الحسن وتارا أحد المرشحين للرئاسة، ولكن فجأة يحدث انقلاب عليه لأنه مسلم ولا يتم الاعتراف به رئيسًا من قبل الجيش الذى ويحاصر والغريب أن المجتمع الدولى يعترف به رئيسًا لساحل العاج ويضغط بقوة على الانقلابيين للاعتراف بنتائج الانتخابات ولكن لا حياة لمن تنادى.
لمصلحة من أن تتحول الديمقراطية الوليدة إلى كابوس مزعج للشعوب الفقيرة؟
محمد فاروق أبو فرحة يكتب: ولكن لا حياة لمن تنادى
الأربعاء، 19 يناير 2011 06:13 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة