"سرور" يحذر الغرب من استغلال ملف مسيحيى الشرق

الأربعاء، 19 يناير 2011 03:15 م
"سرور" يحذر الغرب من استغلال ملف مسيحيى الشرق رئيس مجلس الشعب د.أحمد فتحى سرور
كتبت نور على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقد رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحى سرور ازدواجية الغرب فى التعامل مع قضايا العالم الإسلامى واستغلاله الأعمال الإرهابية التى تعرض لها مسيحيو الشرق، للتدخل فى الشئون الداخلية للدول الإسلامية، رغم تجاهله التام للتنكيل الإسرائيلى بالفلسطينيين فى غزة والضفة والقدس، وسعيها لتهويد المدينة المقدسة.

جاء ذلك خلال كلمته أمام الدورة الاستثنائية الثانية لمؤتمر اتحاد المجالس البرلمانية للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامى التى عقدت اليوم فى أبو ظبى.

وأضاف سرور أن جدول أعمال المؤتمر يزدحم بالعديد من القضايا والموضوعات التى تغطى جانبا كبيرا من التحديات التى تواجه دول العالم الإسلامى فى الآونة الحالية، سواء بشكل منفرد أو جماعى، والتى تفرض توحيد الرؤى والمواقف نحو صياغة توجه مشترك للعالم الإسلامى فى مواجهة هذه التحديات والإشكالات التى تعصف بأمنه واستقراره، ومن ثم تفرض عليه رسم السياسات والخطط والبرامج التى تكفل الخروج بالعالم الإسلامى من كبوته الحالية، وتمكينه من النهوض، وتبوء المكانة التى تليق به فى الساحتين العالمية والإقليمية.

وأوضح أنه يريد أن يركز فى الجانب الأكبر لكلمته على قضية يتفق الجميع على أنها من الخطورة بمكان بحيث يتعين أن نوليها أولوية خاصة على جدول أعمال برلماناتنا، وهى قضية الأعمال الإرهابية التى طالت مسيحيى الشرق فى الآونة الأخيرة، وما أدت إليه من بروز دعوات لدى بعض الدول الغربية لحمايتهم، ومطالبة البعض باستصدار قرار من مجلس الأمن لهذه الغاية مما يفتح بابا جديدا للتدخل فى الشئون الداخلية للدول الإسلامية وينتهك سيادتها.

وأشار سرور إلى أن هذا الأمر يفرض على ممثلى برلمانات دول العالم الإسلامى النظر فيما يمكن اتخاذه من إجراءات للتعامل مع هذه القضية الملحة، وهو ما يستلزم ابتداء إعادة التأكيد على الثوابت التى ينطلق منها الدين الإسلامى الحنيف فى التعامل مع أشقاء الوطن من المسيحيين من أهل الكتاب .

وذكر بأن مسيحيى الشرق لم يكد يفيقون من هول فاجعة كنيسة النجاة فى العراق فى نوفمبر الماضى التى راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى فى كارثة أدمت قلوب العالم أجمع، إلا وفوجىء الجميع بكارثة مروعة أخرى قتلت الفرحة بقدوم العام الجديد، حيث جاءت الكارثة الجديدة فى قلب مدينة الإسكندرية التى كانت على امتداد تاريخها العرق نموذجا لتلاقى الحضارات والأديان ، تمازجها فى سبيكة حضارية فريدة، حيث روعنا فى الساعات الأولى من العام الجديد بهجوم إرهابى آثم على كنيسة القديسين بالمدينة راح ضحية له أكثر من عشرين قتيلا وما يزيد على المائة جريح.

وأكد سرور أن الحادث الذى أحيا فى نفوس المصريين شعورهم بالوحدة الوطنية والتلاحم، استدعى فى الوقت ذاته استنكارا وإدانة على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية ، وبخاصة من جانب كافة التيارات الإسلامية، إلا أنها دقت فى الوقت ذاته ناقوس الخطر بشأن ما يحاك من مخطط خبيث لضرب الاستقرار فى الدول العربية والإسلامية من باب إشعال فتيل الفتنة الطائفية فيها والتفرقة بين مسلميها ومسيحييها.

ونبه إلى أنه يتعين الخروج من المؤتمر برسالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض أو مواربة بأن مسيحيى الشرق حقوقهم مصانة، وأرواحهم أمانة فى أعناقنا، ودور عبادتهم تحت رعايتنا نذود عنها بدمائنا، وأن لهم ما للمسلمين من حقوق، وعليهم ما على المسلمين من التزامات، سواء كان ذلك بحكم تمتعهم بحقوق المواطنة كاملة التى كفلتها لهم المواثيق والأعراف الدولية، وكذلك الدساتير الوطنية والتشريعات المحلية، أو بحكم المبادئ الإسلامية التى نؤمن بها .

وأشار سرور إلى أن إشكالية العلاقة بين الإسلام والغرب ظلت مطروحة على الفكرين الإسلامى والغربى منذ أكثر من قرنين من الزمان، حتى بدت كأنها من الإشكاليات المزمنة التى يعاد طرحها من آن لآخر.

وأضاف أنه قد جاء خطاب الرئيس الأمريكى أوباما للعالم الإسلامى الذى ألقاه فى جامعة القاهرة فى 4 يونيو 2009، ليدشن لمرحلة جديدة فى تاريخ العلاقات الإسلامية الأمريكية، مرحلة أكثر انفتاحا وإيجابية مما كان عليه الوضع فى السنوات الثمانى الماضية ، فقد استخدم أوباما كلمة "بداية جديدة" أكثر من مرة لتأكيد رغبته فى طى صفحة الماضى، وهى بداية - على حد قوله - مبنية على أساس أن أمريكا والإسلام لا تعارضان بعضهما البعض، وأنه لا داعى أبدا للتنافس فيما بينهما، فهناك قواسم ومبادئ مشتركة بينهما قوامها العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان.

وتابع سرور أنه إذا كان الغرب قد فكر مؤخرا فى ضرورة وأهمية إتاحة مساحة من التصالح مع العالم الإسلامى، فإنه يمكننا التأكيد على أهمية التواصل بين الطرفين الإسلامى والغربى على أساس مجتمعى يتكامل فى أبعاده السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن ضرورة تأطير قضايا الحوار بين الحضارتين، وبحيث لا يتم الإكتفاء بطرحها على موائد البحث الأكاديمى أو المؤتمرات الدولية.

وأشار إلى أن البرلمان بما له من قاعدة تمثيلية وشعبية، وبما يمتلكه من عناصر نخبوية على درجة عالية من الكفاءة، وبما له من قدرة على التأثير فى المجتمعات الوطنية ، يعتبر هو المؤسسة المؤهلة لتولى مهمة الحوار بين الثقافات والحضارات على أساس قوى يستند إلى قوة المؤسسة ذاتها، وقوة دورها فى الحياة العامة وتمثيلها الديمقراطى لشعوبها .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة