وقفت مشدوهاً عندما قرأت على صفحات الجرائد وسمعت فى شاشات التليفزيون وتابعت على صفحات الإنترنت، أن هناك شيئا غريبا يحدث فى تونس، سمعت عن أحداث شغب فى الشارع التونسى قام بها مجموعة من الشباب الذين يعانون من البطالة، فقررت العودة والبحث عن أصل الموضوع.. وبعد البحث والتنقيب وجدت أن هناك شاباً عاطلاً لم يحالفه الحظ فى الحصول على وظيفة فقرر شراء بعض الخضروات وبيعها فى السوق على عربة يد، إلا أن إحدى موظفات الدولة قررت منعه لعدم امتلاكه ترخيصاً بممارسة تلك المهنة "بائع خضروات"، فما كان من الشاب إلا أن صرخ فى وجه تلك الموظفة فثارت لكرامتها وصفعته بقوة على وجهه، فقام الشاب على إثر هذا الموقف بسكب دلو من السولار على جسده وأشعل النيران فى نفسه، وبعدها قام ثلاثة شبان عاطلين آخرين باتباع نفس النهج ومن هنا بدأت ثورة العاطلين التى ما لبثت أن تحولت ثورة شعبية شاملة استطاعت الإطاحة بالنظام الحاكم وفى انتظار تشكيل الحكومة الجديدة.
النيران التى أشعلها هذا الشاب فى نفسه احتجاجاً على الأوضاع السيئة التى يمر بها لم تلتهم جسده فقط وإنما التهمت كبريائه وكرامته، وهذا ما جعل الشعب يثور وينتفض انتقاماً لكرامته وحريته.
كان المحرك الرئيسى للشعب التونسى فى هذه الانتفاضة هو عدم الخوف، حيث قرر الشعب ألا يخاف فتحرك المواطنون بعد أن طفح كيلهم بالحكومة وسياساتها العقيمة والغاشمة.. قرر الشعب أن يعيش حراً فثار.. كانت هناك ضحايا لهذه الانتفاضة ولكن كل حرية لها ثمن، ويجب أن يضحى البعض ليعيش البعض الآخر فى حرية وديمقراطية.
جُل ما يقلقنى فى تلك الأحداث هو "الفوضى"، الفوضى التى لا تستطيع معها أى حكومة أو نظام أياً كانت قوته السيطرة على الأمور، أتمناها أن تكون فوضى خلاقة أى فوضى تخلق نظاماً عادلاً، ولكن أخشى ما أخشاه أن تكون فوضى مدمرة تطيح بالجميع ولا تفرق بين حاكم ومحكوم.
أتمنى أن تنتقل عدوى الانتفاضة التونسية إلى الدول العربية الأخرى التى يعانى مواطنوها من الظلم والفساد والديكتاتورية، أتمنى أن يقف الجميع يداً واحداً فى وجه أى ظلم.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة