سقط هبل, سقط من كنا نظن بأن لن يسقطه سوى الموت, سقط الظلم وسطوته, سقط الزين وزمرته, سقط رمز من أعتى رموز الظلم فى فضائنا العربى, وأبت تونس الخضراء أن تظل فى أذناب أصنام البشر وعبدة الحكم ومقدسى الكرسى, أبت تونس الحرة بشبابها وشيوخها ورجالها ونسائها إلا أن تقول "لا لا لهبل.. لا لظلم عايشناه وتجرعناه ظلم سادنا وغيوم قادنا وعجز أصابنا, لا لهبل".
ارحل غير مأسوف عليك، ارحل أردنا الحياة فاستجاب القدر وزالت ظلمة الليل، فكان لابد للقيد أن ينكسر.
ارحل غير مأسوف عليك, فتحية إلى تونس الحرة التى زرعت فى قلوبنا بذرة العزة وروتها بدماء شهدائها، فعلمتنا معنى الكرامة وأيقظت فينا درب الشهامة، وأعلنت لكل الدنيا وهبل ومن على شاكلته وهم كثر بأن اللاعب الأكبر ليس حزب السلطة ولا أعتى قوى المعارضة، ولكن الشعب عامة الشعب هم قادة التغيير ورموز التنوير وكاسرى ظلم الطغاة, هو الشعب الذى ظن هبل ومن على شاكلته بأنه آخر ما يفكر فيه, سقط من عبد نفسه وقدس ذاته, سقط من حكم فلم يعدل وأمر فلم يحفظ, سقط هبل.
عاشت تونس وعاش شبابها وعاش شهداؤها شهداء الثورة, شهداء اليقظة, عاش من ضحى فلم يمت عاش من أيقظ الشرارة بنور جسده, أين هبل أين الزين فكم تمنيت ألا تستقبله دولة عربية كما ضاقت به الدول الأجنبية، وأن تضيق عليه الأرض بما رحبت كما ضيقها على شعب بأكمله لما يزيد عن 23 عاما, سقط هبل فلا نامت عيناك وعيون الجبناء بعد الآن.
وإلى شباب الثورة المباركة الميل لم ينته بعد مشوار الألف ميل لم تنته أولى خطواته بعد، فهناك خطوة باقية إلى فضاء الحرية خطوة الأمن خطوة اليقظة ثم خطوة الاختبار والإرادة والصمود فيا شعب الصحوة ويا رواد الصمود ويا أمهات النصر استمسكوا بمبادئكم وارعوا ثورتكم.. احفظوا درتكم لا تدعو الفرقة تسودكم ولا مأجورين ولا أصحاب المصالح والمطامع بينكم.
أحموا داركم وهنيئا لنا ولكم
احداث تونس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة