قال الدكتور سليمان عبد المنعم، أمين عام مؤسسة الفكر العربى، إن المشروع الثقافى العربى الذى يجب أن نناقشه ونعمل على تحقيقه هو استعادة الأمة العربية لثقتها بنفسها وتبديد مناخ اليأس الحضارى الذى تعيش فيه حتى نتمكن من تأسيس مشروع ثقافى عربى حقيقى.
جاء ذلك خلال المحاضرة التى أقامتها إدارة الثقافة والفنون فى هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث بعنوان "الثقافة العربية بين الجهود الرسمية والعطاءات الأهلية"، وألقاها الدكتور سليمان عبد المنعم، مساء أمس، الثلاثاء، بالمسرح الوطنى، وأدارها الشاعر السورى حسان عزت.
وأضاف "عبد المنعم": كيف يمكن الحديث فى ظل الظروف الراهنة عن مشروع ثقافى عربى فى وقت تموج فيه المنطقة العربية بالتوتر والاضطراب فى أكثر من مكان؟ وهل ثمة مبررات حقاً للحديث عن مشروع ثقافى عربى يمكن الانطلاق منه والبناء عليه، وقد ظللنا لفترات طويلة لا نكف عن الحديث عن مشروعات عربية تحت مسميات مختلفة؟ ثم كيف يمكننا قراءة واقعنا المعرفى والثقافى فى ضوء ما خلص إليه التقرير العربى الثالث للتنمية الثقافية الذى أصدرته مؤسسة الفكر العربى؟، وما هى الأولويات الجديرة بأن ننطلق منها؟".
وأوضح أن المشروع الثقافى العربى الذى نبحث عنه هو فى مصطلحه ومنهجه لا بد له من مراجعة نقدية توفق بين قيم الوطنية المستنيرة وقيم الإنسانية المعاصرة، مضيفًا، "وحين نتحدث عن الثقافة والمعرفة فنحن فى الواقع نتحدث عن التنوير والإصلاح والنهوض، وعن العمل وزيادة الإنتاج والإتقان، وعن خلق فرص عمل ومكافحة الفقر وزيادة دخل الفرد".
وتطرق إلى التحديات الثقافية التى يواجهها العالم العربى، مشيراً إلى أنه وفى ظل هذه الأوضاع الخاصة بواقع المعرفة تزداد حاجتنا إلى ترسيخ وإعلاء قيمة المعرفة، وهكذا فإن المشروع الثقافى العربى يعكس حاجة فكرية تلبى مجموعة من القيم التى يبدو احتياجنا إليها اليوم أكثر إلحاحاً من أى وقت مضى".
وختم عبد المنعم حديثه بالتأكيد على أن المشروع الثقافى هو وحده قادر على تغيير "ذهنية" الناس، إلى جانب قدرته على الارتقاء بسلوكياتهم، والتنمية فى مفهومها الشامل ترتبط بالضرورة بقيم سلوكية مثل قيم العمل الجاد، والإتقان، والانضباط، والشعور بروح الفريق، واحترام الوقت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة