فتحى حمد الله يكتب: من قال إننا انفصلنا حتى نتوحد وطنياً؟

الثلاثاء، 18 يناير 2011 06:39 م
فتحى حمد الله يكتب: من قال إننا انفصلنا حتى نتوحد وطنياً؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى قريتى الآمنة فى أقصى جنوب مصر، للحياة طعم الأمن ولها أيضا مذاق الحب والألفة، فيها تنفست هواء التوحد على هدف واحد وضحكت من قلبى على كل ادعاءات وسائل الميديا المصرية حول عنف وقسوة الشخصية الصعيدية وقوة شكيمته فى مواجهة أقرب الناس إليه، ومن خلال هذه الأجواء كنا مشمولين بسكينة وطمأنينة - وما زلنا - نتسابق فى تقديم الضيافة للمعلم نعيم نجار العائلة من القرية المجاورة والذى يعيش بيننا كفرد من العائلة.

وعندما يحدث أمثال الحوادث التى تبثها وسائل الإعلام المختلفة أرى الدموع تترقرق فى عينى أب مسن وتسيل الدموع على وجنتى أم حانية مستهجنة أمثال هذه التصرفات غير المسئولة، ما زلت أذكر خط صديقى الجميل فى مدرسة نقادة الثانوية سامح والذى اشتاق إليه مع علمى بترسيمه راهباً عقب تخرجه من كلية الطب.

وفى المسيرة التنموية لقريتى البسيطة تعلمنا التنمية على يد أساتذة وتنمويين تعلموا بدورهم فى مدرسة جمعية الصعيد من المنيا والقاهرة مثل الدكتور شريف صادق والدكتور مدحت بصيلة والدكتورة ميرفت صبرى وغيرهم كثيرون، وفى أهم يوم من أيام القرية العظيمة يوم افتتاح المشروع الأهم فى تاريخها الصرف الصحى والذى نفذته جمعية تنمية المجتمع بكوم الضبع كان فوق منصة الافتتاح الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص ليس لشىء إلا أنه لا شيء هناك فى القلوب سوى الحب والسلام والسكينة التى تغمر نفوسنا الطاهرة.

وأشد ما يغيظنى عبارات تنفثها وسائل الميديا برائحتها النتنة ونتائجها العكسية، عبارات مثل الوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة وهى عبارات لا مضمون لها، ولا محل لها من الإعراب فمنذ متى وحدث الانفصال حتى تحدث مثل هذه الوحدة ومتى كان للأمة المصرية أكثر من عنصر واحد هو الشعب المصرى العظيم، وكيف يمكن أن يكون الحل لمشاكلنا هو إفطار جماعى بين رجلى دين ومجموعة من الشخصيات العامة ومجموعة من اللقطات الثابتة والمتحركة، هل شح الحوار وغلا سعره فى السوق المصرى وهل انعدمت سبل التواصل فيما بيننا لتلك الدرجة بحيث يتم اختزالها بهذه الطريقة المشوهة، أرجوكم أيها الأغبياء دعونا وشأننا نعش مثلما كنا فما زال لدينا قدرة على الحياة بقلب طاهر لم تصبه مسرطنات العصر وملوثاته، كفوا عن وسمنا بالفرقة فنحن شىء واحد بالسليقة ولسنا بحاجة إلى وحدة، فقط نحن بحاجة إلى الجلوس معاً للحوار وليس للإفطار فى شهر رمضان والتقاط الصور التذكارية للنشر والبث عبر الفضائيات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة