فاروق حسنى لـ"مصر النهاردة": اتفقتُ مع محامىّ الخاص على صيغة قانونية أتنازل بها عن بيتى وممتلكاتى لمصر لأنها "وطن غالٍ نحبه كثيراً".. وما حدث فى تونس نتيجة طبيعية لـ"محاصرة الشعب" و"خنقه"

الثلاثاء، 18 يناير 2011 10:41 ص
فاروق حسنى لـ"مصر النهاردة": اتفقتُ مع محامىّ الخاص على صيغة قانونية أتنازل بها عن بيتى وممتلكاتى لمصر لأنها "وطن غالٍ نحبه كثيراً".. وما حدث فى تونس نتيجة طبيعية لـ"محاصرة الشعب" و"خنقه" فاروق حسنى وزير الثقافة
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجر فاروق حسنى، وزير الثقافة، مفاجأة كبيرة عندما قال أمس، الاثنين، إنه سيتبرع بقصره بكل ما فيه من تحف ولوحات لـ"مصر".

وقال الوزير، خلال لقائه بالإعلامى خيرى رمضان ببرنامج "مصر النهارده"، الذى أذيع على الهواء مباشرة مساء أمس، الاثنين، إنه اتفق مع المحامى الخاص به على صيغة قانونية يتنازل بها عن منزله، وجزء كبير من ثروته المادية إلى الدولة، على أن يترك جزءاً صغيراً من هذه الثروة لعائلته.

وأوضح الوزير، أنه لم يكتب وصية، لكنه اتفق مع المحامى على كافة التفاصيل، مؤكداً أن كل ما يمتلكه من حق مصر، وأنه لا يساوى شيئاً، بالنسبة لها، لكنه يعتبر ثروته هدية متواضعة، و"اعترافاً بالجميل لهذا الوطن العظيم، الذى نحبه جدا، ولا يمكن أن نقدم له مثلما قدم لنا الكثير"، معتبرا ثروته "وردة بسيطة يقدمها لمصر"، على حد قوله.

وقال الوزير، فى لقاء وصفه "رمضان" بأنه "لقاء مع الفنان والإنسان فاروق حسنى لا مع الوزير"، إنه يعيش فى منطقة محيطة بالعشوائيات، لكنه اختار هذا المكان وبنى عليه منزله فى 11 شهراً، موضحا أنه يعتبر جيرانه ساكنى العشوائيات أهله وأصدقاءه، وأنه يعتبر نفسه واحداً منهم.

وعن مقتنيات منزله، قال حسنى إن جميعها متفردة وهناك عدد منها قيمته لا تتمثل فى أناقته وإنما فى دقة صنعه وتفرده، موضحا أن الإقتناء ليس "طفاسة"، وإنما لزيادة قيمة الحياة والشعور بالغنى، مؤكدا أنه لا يشعر بالوحدة وسط هذا الكم من الفن، وأنه دائما يملأ وقته بسماع الموسيقى بكل أنواعها وكذلك الرسم والقراءة، والحديث مع الأصدقاء.

وعن مرسمه، قال الوزير: "أدخل المرسم فأشعر بأنى دخلت للحقيقة"، مؤكدا أنه لا يرسم إلا وهو مبتهج، وهذه البهجة تأتى من شعوره بالخلاص من كل الأشياء التى تؤرقه، ومن خلال هذا المرسم يلتقى بذاته، مؤكداً أن أول من يرى لوحاته هم الشباب الذين يعملون فى منزله، قائلا إن رأيهم الأهم بالنسبة إليه لأنهم لا يملكون سوى مشاعرهم، وأعينهم وآرائهم البريئة التى يعبرون عنها بدون مصلحة، مؤكدا أنه يغضب عندما تباع إحدى لوحاته، قائلا: "الفلوس اللى بتتباع بيها اللوحة شبه بعضها، لكن اللوحات لا تشبه بعضها إطلاقا، وإنما هى كيان مستقل، لذا فبيع اللوحة يعنى فقدان كيان، لذلك فإن مواجهة اللوحة أصعب بكثير من مواجهة الجماهير".

وعن أحداث تونس، قال حسنى إن ما حدث للرئيس المخلوع زين العابدين بن على، هو نتيجة طبيعية لأنه حاصر الشعب اجتماعيا، بالرغم من أنه استطاع بناء دولته، وصنع بها نهضة، لكنه "خنق المجتمع"، بأشياء كثيرة ولم يسمح لأحد أن يعبر عن رأيه، لذا انفجر الشعب من كثرة الضغط، مؤكدا أن ما حدث فى تونس سيحدث حراك فى العالم العربى، وأنه مرآة يجب أن تنظر فيها الشعوب والحكومات العربية لتتعلم منها.

وعن التغير الحادث فى المجتمع، قال حسنى إنه تغير طبيعى، لأن الإنسان تغير والمدنية تغيرت والحياة كلها تغيرت ليس فى مصر فقط، بل فى كل العالم، موضحاً أن هذا التغير واضح فى مدينة الإسكندرية التى كانت واحدة من أجمل مدن العالم، وكان لها رونق وسحر خاص، وفقدت هذا السحر بسبب هدم الفيلات الجميلة وتحويلها لعمارات كئيبة لا قيمة فنية لها، وكذلك القاهرة التى كانت أجمل عواصم العالم قديما، مؤكداً أنه بالرغم من كل العشوائيات والترهلات والقمامة التى فى القاهرة إلا أنها ما زالت مدينة ساحرة فى أعين السياح الذين يأتون إليها، وهذا بسبب النيل الذى يعطى لها سحرا خاصا.

وتطرق حسنى خلال الحلقة، إلى المثقف وأزمة الثقافة فى مصر، والسلوك الحضارى الذى أصبح المجتمع المصرى يفتقده، قائلا: "الحضارة المصرية وُلدت عبقرية ويجب أن تظل صاعدة"، مختتماً حديثه بقوله: "نعيش عصر المرحلة الرمادية ولم نصل لمرحلة الاضمحلال".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة