"دير شبيجل" ترصد الاختلافات بين ثورة تونس واحتجاجات الجزائر

الثلاثاء، 18 يناير 2011 01:47 م
"دير شبيجل" ترصد الاختلافات بين ثورة تونس واحتجاجات الجزائر جانب من الاحتجاجات التونسية الغاضبة
كتبت نبيلة مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة دير شبيجل الألمانية فى تقرير لها نشرته مؤخرا تساؤلات مديرة وحدة المغرب العربى بمؤسسة الدراسات الأمنية والسياسية فى برلين إيزابيلا فيرنفيلس عن السبب فى تحول اضطرابات تونس إلى ثورة، نجحت فى إطاحة رأس النظام، فى وقت شهدت فيه الجزائر المجاورة اضطرابات مماثلة دون أن تفضى لأى تغيير سياسى يذكر.

وأرجعت فيرنفيلس الاختلاف الكبير فى محصلة الاضطرابات بين الجارين المغاربيين، إلى خمسة اختلافات فى هيكلتهما السياسية والمجتمعية.

أول هذه الاختلافات هو الفارق الكبير بين الأبعاد الاجتماعية للغليان الشعبى فى البلدين، حيث إنه فى الجزائر انحصرت مظاهرات الشبيبة المتسمة بالعنف فى مناطق معينة، وحتى بعد اتساعها مارست حكومة أحمد أويحيى معها سياسة أثبتت نجاحها فى تهدئة اضطرابات مماثلة سابقة وهى تخفيض الأسعار وتقديم محفزات مالية.

وأضافت ايزابيلا قائلة : "وبشكل عام لدى الجزائر ميزة فعالة لم تتوافر لجارتها تونس لنزع فتيل الخطورة من الاضطرابات، وهى حرية التعبير عن الرأى ".

كما أن الاضطرابات الأخيرة فى تونس دولة الحزب الواحد كانت الأولى بهذه الضخامة منذ وصول بن على للسلطة، و التى شارك فيها إلى جانب الشباب كل شرائح المجتمع الذى روعه العنف الأمنى الوحشى وسقوط ضحايا كثيرين من المتظاهرين.

أما عن الاختلاف الثانى، قالت إيزابيلا إن المتظاهرين التونسيين حددوا مطلبهم بإسقاط زين العابدين بن على الذى فشلت استراتيجيته لإحلال الرخاء ، بعد تفشى البطالة على نطاق واسع حتى بين المتعلمين، ووصول التفاوت الطبقى إلى مستوى مخيف وإتباع الأسرة الحاكمة أساليب المافيا الإجرامية.

على ان البرقيات الدبلوماسية الأمريكية السرية المتعلقة بتونس فى موقع ويكيليكس أعطت التونسيين دفعة قوية للانتفاض على بن علي.

الاختلاف الثالث حسب إيزابيلا بين مظاهرات تونس والجزائر هو أن اضطرابات الأولى كانت لها تأثيرات اقتصادية خطرة، لأنها مست المجال السياحى عصب الاقتصاد وعامل الجذب للاستثمارات العالمية، اما صناعة النفط والغاز الجزائرية الممثلة لمصدر الدخل الرئيسى فبقيت بمنأى عن الاضطرابات.

وعن الاختلاف الرابع بين محصلة الغضب الشعبى التونسى والجزائرى هو تمرس نظام بوتفليقة بخبرة سياسية فى مواجهة الهبات الشعبية وتنفيس غضبها، فى وقت لم يعرف بن على سوى لغة العصا الغليظة وضرباتها الوحشية.

فقد انسحبت الأجهزة الأمنية الجزائرية من المواجهة مع المتظاهرين وتركت الإجراءات السياسية تعالج الأمر بتخفيض أسعار السكر والزيت والسلع الرئيسية وبقرارات إضافية أخرى.

وكان الجزائريون قادرين باستمرار على اللجوء لاستخدام فوائضهم المالية المتراكمة من مبيعات النفط والغاز - غير المتوافرين بكثرة عند جارتهم تونس – لضخ مسكنات اقتصادية تهدئ فوران الغضب الشعبى.

ولم تفض اضطرابات الجزائر إلى نتيجة مماثلة لما جرى فى تونس لسبب خامس، هو أن بقاء واستمرار النظام الجزائرى لا يعتمد على شخصية رئيسه الذى لن يؤدى تغييره إلى تغيير النظام أو طبيعته.

لقد جعل بن على نفسه محور النظام التونسي، خلق وضعا شديد الإشكالية لهذا النظام، مما حتم إطاحته بعد أن غض الغرب كلتا عينيه، وليس عينا واحدة، عن انتهاكاته لحقوق الإنسان لمدة 23 عاما.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة