رغم صدور عشرات الكتب حول خبايا تنظيم القاعدة وأحداث 11 سبتمبر المثيرة للجدل، وما تلاها من حربين فى أفغانستان والعراق، وكيفية إدارة كل من الرئيسيين الأمريكيين جورج بوش، وباراك أوباما لشئون الأمن القومى، إلا أن كتاب "الحرب الأطول" لبيتر بيرجين، كاتب ومحلل الأمن القومى فى الـCNN الذى قدم وجهة نظر مختلفة وجديدة أكثر إيجازا وإقناعا، معتمدا على بعض أعمال الصحفيين الرائدين فى هذا المجال، بالإضافة إلى خبرته الواسعة فى مجال الإرهاب، وإجرائه الكثير من المقابلات مع مجموعة واسعة من الشخصيات من بينهم مسئولون فى مكافحة الإرهاب، وأعضاء من حركة طالبان، وبعض الانتحاريين الذين فشلوا فى تفجير أنفسهم، وأسرة وأصدقاء أسامة بن لادن، وكبار الضباط فى الجيش الأمريكى.
واستعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية هذا الكتاب واصفة إياه بالملخص الوافى للحرب على الإرهاب الدائرة حتى الآن، وقالت إنه يكشف كيف يقوم تنظيم القاعدة بعمله اليومى، وكيف يتسم بالبيروقراطية، لاسيما مع وجود لوائح يرضخ لها كل شىء من مستويات الرواتب والبدلات وجداول الإجازات. ويخلق الكاتب صورة دقيقة للغاية لأسامة بن لادن تعزز من تلك الصورة التى وضعها سابقا كتاب مثل لورنس رايت فى كتابه "برج لائح فى الأفق" وستيف كول فى كتابه "أتباع بن لادن"، وجوناثان راندال فى كتابه "أسامة: وكيفية صنع الإرهابى".
ورغم أن بعض الاستنتاجات التى توصل إليها بيرجين مثيرة للجدل، إلا أن الوضوح والمعرفة التى سرد بها تفاصيل كتابه أضفت المنطق على حجته وزادت من مصداقية ووزن تقييماته، حتى وإن كانت تتحدى الحكم المتعارف عليها.