أحمد العطار يكتب: الدقائقُ الأخيرةُ لسيادته.. الأولى لشعبه!

الثلاثاء، 18 يناير 2011 12:14 ص
أحمد العطار يكتب: الدقائقُ الأخيرةُ لسيادته.. الأولى لشعبه!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فيما بعد سيكون لدى سيادته فى منفاه الإجبارى وقتٌ كافٍ للتأمل فيما مضى من فترة حكمه والحكم على أخطائه بأنها كانت تافهة بما يكفى لئلا يسقط فيها، ولكنه الغرور عندما يصيب الحاكم فيعميه عن رؤية مطالب شعبه فى الوقت المناسب، بينما يصغى إلى مجموعة من مستشارى السوء يغذونه بما ليس صحيحاً بالتهويل والتهوين حسبما يتراءى لهم، فيسقط الرئيس فى فخ لا فرار منه ودائرة سيُقضى عليه للأبد ألا يخرج منها عندما تتناوله سكاكين كتب التاريخ – من بعده – فتجتزه بلا رحمة.

بعد ثلاثةٍ وعشرين عامًا من الحكم، وبعد فشل قواته الأمنية بالإرهاب والرصاص فى دحر الإرادة الشعبية يخرج الرئيس بوجه شاحب وخطاب متردد وثقةٍ مفقودة ليعلن أنه وأخيراً قد فهم مطالب شعبه فى تصريحٍ يعد وحده كارثةً بكل المقاييس، وهو اكتشاف متأخر بالطبع لا يفيد كثيراً أمام جموعٍ غاضبة وبشدةٍ لم يعد يهمها سقوط قتلاها فى ميادين التظاهر، والحق أن حزبه كان من الذكاء الكافى ليعجل بتولى محمد الغنوشى الرئاسة مؤقتاً وفى الوقت المناسب فى تحدٍ صارخ للدساتير المعروفة عالمياً بتولى رئيس مجلس النواب سلطات الرئيس فى حال غيابه إذا لم يكلف الرئيس أحداً بمهمامه!

ولكن وإذا نظرنا فيما ما حدث بتأملٍ أكثر سيمكننا أن نعرف أن القشة التى قصمت ظهر البعير أتت عبر قرارت سيادته المستفزة طيلة فترة حكمه، وعبر ديكاتوريته الكبيرة عبر ثلاثةٍ وعشرين عاماً لم يُسمع صوتٌ فى تونس إلا صوت بن على بقمع معارضيه وسيطرة قبضته الحديدية على البلاد، إلا أن الضربة المائة التى فتت الصخرة هى إحراق شابٌ تونسى لنفسه بعد أن قامت الشرطة بتدمير عربته التى يبيع عليها الخضار لمراتٍ كثيرة.. وهو ما يشير بثقة إلا أن الشعوب العربية لم تعد لتتحمل أكثر رؤساء ما فوق السبعين، وباستمرار مظاهرات تونس والجزائر ثم الأردن فعلى على كل " بن على " منهم أن ينتظر القشة التى ستدفعه أن يصحب بن على إلى الخارج ريثما يبحثوا عن منفى (يقبل) بضمهم معاً.

وفيما بعد سيُتاح لسيادته أن يتابع إلى نشرات الأخبار المختلفة وهى تستضيف منافقيه السابقون، ومعارضيه، وطوائف شعبه، وجميعهم يتنافسون على وصفه بأبشع النعوت فيترحم على سابق عهده عندما كان يأمر وينهى بلا حساب، وسيندم على كل ما اقترفته يده بلا حساب بعلمه أو بدونه.. وحينئذ سيندم أكثر على تأييده الكامل للبيت الأبيض الذى باعه فى أجزاء من الثانية ليكسب الشعب فى النهاية، وبينما تدور طائرته فى كل الدول تبحث عن مهبط سيكون عليه أن يتذكر بيتاً شعرياً قديماً لمواطنه أبى القاسم الشابى يقول: إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر، ولا بد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة