لا أحب أن أكون "إمّعة".. إن صفّقوا صفّقت.. وإن ضربوا الطبول رقصت عليها.
فلست من مراهقى "التغيير" الذين يتغنّون بالتغيير بأى شكل وبأى وسيلة.. ولست من المنافقين الملتصقين بالسلطة الذين يتمنون رضا أولى النعمة عليهم بأى شكل وبأى وسيلة.
فالأحاسيس والمشاعر.. والهتافات والصياحات...وصرخات كلا الطرفين لا تمنعنى من أن أفكر بهدوء وموضوعية.
* * *
هذه رسالة إلى العقلاء وأصحاب الفكر المستنير الحيادى والموضوعى فقط...
إلى من يقرأون التاريخ بهدوء وبعمق... التاريخ القريب والبعيد...
رسالة إلى كل حاكم يظن أنه مستقر على كرسيه وأنه ربما يرثه معه.. ورسالة إلى الشعب الذى يسأم الفساد ويرى الخلاص بأى شكل...
لنا فى العراق مثل وعبرة.. واسألوا أبناءها...
فهذا رئيسها "صدّام" لم يدم حقاً رئيساً على كرسيه أو منصبه.. ولكن كذلك "العراق" تلك الدولة العريقة لم تدم لشعبها العظيم مستقرة آمنة حتى الآن..
اتّعظوا من شعب.. تمنّى زوال رئيسه وتآمر عليه.. والآن يتمنى ترابه، ويتغنّى به شهيدا...
فما بين هذا وذلك.. ضاعت الأفراد وفقدت الأجيال المستقبل..
حقاً كان هناك فساد ولكنه أصبح الآن خراباً..
فلم يُزيلوا فساداً ولم يبنوا دولة رغم ماحدث..
قد يكون هذا انتصاراً، ولكنه كان أيضاً عودة إلى الوراء عشرات السنين..
* * * *
من حقنا أن نهنئ شعباً باسلاً أراد طرد الفساد والحصول على حقوقه الديموقراطية وفاجأ الجميع بجرأته.. ولكن فى نفس الوقت يجب أن أقول لا تفرحوا كثيرا بما ترونه الآن.. وادعوا لإخوانكم هناك فى تونس أن تسترد "تونس" عافيتها بأسرع وقت..
فلا تأتى الرياح دائماً بما تشتهى السفن..
لأنه صدق من قال "الفتنة أشد من القتل"
هذه رسالة إلى الجميع.. فليتّعظ الجميع قادة وشعباً
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة