عندك أصحاب؟ كام واحد؟ تعرفهم من قد إيه؟ إتعرفت عليهم إزاى؟ إنتوا صحاب بجد؟ ولا أعضاء مجلس إدارة المزاج والهلس، ووقت الجد كله فص ملح وداب؟ وانتى يا حلوة اللى انتى متصورة معاهم على الفيسبوك دول صحابك بجد؟ إنتو عارفين يعنى إيه أصحاب أصلا؟
وسط ضوضاء الحياة ولهثنا وراء المادة التى تؤمن لنا حياة نعرفها بالحياة الكريمة، ننسى من نحب وقد ننخلع من جلودنا لنرتدى جلود أخرى ليست لنا، ولكننا نؤمن أنها أفضل من جلودنا الحقيقية وأرقى، فنظل نتلوّن ونوزع ابتسامات زائفة، ونضيف لقائمة أصدقائنا المزيد من الأسماء التى لا نعرف عن أصحابها شيئا. ونظل نتقافز من عيدميلاد هنا. ثم حفلة زفاف هناك. نأخذ صورا لنثبت للمزيد من حولنا أننا متشعبون ومنتشرون فى أرقى المجتمعات. ونتشدق بأسماء من نعرف، ونبدأ كل حوار بسؤال "أتعرف فلان؟ وماذا عن فلانة؟" وقائمة الأسماء التى لا تنتهى، "هل أنت ذاهب للحفلة الخاصة لعلان؟ أنا أول من دعى لهذه الحفلة!"
إلى أن يجىء يوم تمر فيه بموقف ما، ليس من الضرورى أن يكون الموقف مأساويا فقد تكون بحاجة أن يشاركك أفراحك صديق ما. فتعبث فى قائمة تليفونك. من؟ من؟ من يفرح لى وأفرح معه؟ تظل تقلب وتقلب. ثم تكتشف أنك تعيد البحث فى القائمة للمرة الثانية والثالثة ويمنعك التردد أكثر من مرة. إن استطعت أن تخلص لاسم أو ثلاثة، فاسمح لى أن أقول لك بأنك محظوظ ويجب عليك أن تسجد لله حمدا على نعمته. فقد تفاجأ عندما تمعن النظر فى عيون من حولك. ليتجلى لك بأن كثيرا من الناس لديهم الكثير من المعارف ولكن ليس لديهم أصدقاء.
سأسألك سؤال معلومات عامة، عرّف لى كلمة صديق. مش عارفين؟ أنا بقى هقولك. فى الوقت اللى المفروض فيه تضرب صاحبك لو هما كتير، صاحبك الحقيقى لو مش عارف يساعدك، هيدخل يتضرب معاك حتى لو كانت علقة موت. ولما حد يسأله انضربت ليه؟ مش هيقول إنك ورطته فى خناقة، لأنه مش بيحملك جميلة، بالعكس لأن خناقتك هى خناقته فى الأساس.
صاحبك لو كان قاعد مع ناس وحد جاب سيرتك بحاجة وحشة، على طول يرد غيبتك وما يسيبش اللى اتكلم عليك وحش إلا ما يخليه يشوفك بالعين اللى صاحبك شايقك بيها، وبعد كل ده لا يمكن يبلّغك إزاى رد غيبتك قدام الناس. وإن سألته حد قال عنى حاجة وحشة؟ يقولك ببساطة بالعكس كلهم بيحبوك ويا ريت تكون معانا المرة الجاية. صاحبك الحقيقى مش محتاج يفرد عضلات جدعنته قدامك، ولا يحب يعمل أحزاب بينك وبين الناس. صاحبك الحقيقى دايما يكون ليه دور فتحبيب الناس فيك من غير ما يمن عليك، وذلك على حسب ما ذكر فى معجم "أبجديات الصداقة فى زمن الصفاقة"، لأ.. ده معجم خاص كدة هابقى أقولكم عليه بعدين.
صاحبك مهما تحاول تخبى عليه، فاهمك وعارفك، يسألك مالك؟ لما تتكلم يسمعك بجد، مش يهز راسه وهو بيفكر هياكل ايه بكرة!! وبعد ما يسمعك يعذرك قبل ما يحكم عليك ويتهمك، لأنه عارف إنك غلطت عن ضعف منك، مش عشان تفترى. فيطبطب عليك ويقولك، "ما تخافش.. أنا جنبك" لغاية ما يساعدك إنك تقف على رجليك تانى، بعدما مسح دموعك. ولما يتأكد إنك استرديت قوتك، ساعتها يضربك قلم خدامينى ويزعق فيك، "استرجل شوية بقى!!! إنت غلطت، تعالى نصلح الموقف مع بعض".
صاحبك أول ما يلاقى شغل يقولك على طول علشان تقدموا سوى. ولو جاله فرصة لواسطة يقول اسمك معاه. بس عارف الرجولة إيه؟ إن لما صاحبك يحاول يشغلك معاه فى الشركة، تقوله "مستحيل، ده الإخوات بيخسروا بعض فى الشغل. لا يا عم أنا مش مستعد أخسرك"، وإن كنت فى يوم طلعت من شغلك، يسألّك على أى فرصة وظيفية متاحة. وإن انقلب الوضع، وانتو الاتنين قدمتوا على شغل، وانت اتقبلت وصاحبك لم يوفق، يفرحلك من قلبه ويحمد ربنا لأنك اتوفقت فى الوظيفة ويشجعك ويضحك معاك فيقولك "يبقى العزومات والسينما عليك يا باشا".
صاحبك قبل ما يعجب بواحدة، يبصلك الأول عشان يتأكد إنك مش معجب بيها أو عينك على واحد تانية، لأن البنات (أو الشباب إذا كان الأصدقاء بنات) يروحوا وييجوا. أما الصداقة اللى بجد ما تتعوضش. لو كنتى بنت وحبيبك عينه زاغت على صاحبتك وقعد يلعبلها عينيه. الصاحبة الحقيقية هتروح خابطة إيدها على الطرابيزة وتبص فى عينيه وتقوله "محسوبك إبراهيم، لك شوق فى حاجة يا هندسة" وتضحك بهزار عشان تكون سدت عليه الطريق ليها، وفى نفس الوقت ما تجرحكيش، وان سألتيها فى يوم إن كان حاول معاها ترد على طول "أبداً".
صاحبتك الحقيقية مش هتحاول تنتصر لكرامتها التى سفكت دماءها على سفح آخر علاقاتها الفاشلة من خلالك. فتفضل تسخنك وتنفخ فى فحم غضبك لغاية ما تولّعى من حبيبك وتسيبيه. فتقولك "أحسن!!! ده مقرف!!! سيبيه!! هو فاكر إيه يعنى؟ هو جايبك من الشارع؟ داهية لا ترجعه!!!"، وبعد فوات الأوان تفتكرى إزاى اللى بتسخنك دى، كانت بتتدهول تحت عمارة صاحبها لـ 6 الصبح بتاعة الجسمى، وجاية تعمل عليكى أحمد السقا!!!! صاحبتك اللى بجد هتبقى فاهمة كويس قوى الفرق بين اللى المفروض تعمليه، واللى تقدرى تعمليه. هتساعدك تحافظى على سعادتك وحبك. وإذا فى يوم انفعلتى، هتعقّلك. وإذا فى يوم حست إن الحياة بتنسحب من صوتك من الوحدة، تروح مكلمة حبيبك أو خطيبك وقايلاله كلام موزون تعرّفه قيمتك من غير ما ترخّصك، وما تسيبهوش إلا لما يكلمك ويرجع لك.
صاحبتك الحقيقية عمرها ما تبص فى دولابك ولا فى حاجتك، لأن نفسها عفيفة وشبعانة. عمرها ما تنفسن عليكِ ولا تغير من جمالك ولا من لبسك. وان كنتى لابسة مش حلو، تفتح دولابها وتختار لك أحسن حاجة عندها وتقولك "إلبسى من عندى". صاحبتك تقرا عليكى المعوذات يوم فرحك. وتدعيلك من قلبها ربنا يتمم عليكى سعادتك. صاحبتك يوم فرحها تفضل تضحك معاكى وترقص. وبعد الجواز، ورغم المشغوليات، تفضل تسأل عليكى وتكلّمك عشان ما تحسيش إنها اتغيرت من ناحيتك. صاحبتك أول ما تشوف حد كويس ليكى تقوله "أنا أعرف عروسة هايلة، لو فيك خير ربنا يجعلها من نصيبك".
ها؟ هسأل تانى: عندك أصحاب؟ بجد؟ كام واحدة؟ وكام واحد؟ بتشوفوا بعض كم مرة فى الأسبوع؟ طب بتكلموهم فى التليفون؟ لأ... بجد... بجد...يعنى...عندك أصحاب؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة