أقاويل من سبقونا حكم! على كل إنسان أن يتعب فى شبابه كى يرتاح فى كبره! ولو أنى غير مقتنع بتلك الراحة التى سأجدها وأنا أواجه هواجس الكبر والشيخوخة وخشونة المفاصل وضعف النظر وحدى.. لكنها حكمة والسلام.
المهم... نويت أن أتابع فيلماً لـ"بروس ويلز" وبعد مشهدين قررت أن أقرأ عن الجمالية الاستشرافية ونقد العقل التجريدى لـ "كانط".. وقبل أن أصاب بانهيار عصبى قررت أن أكتب حكاية حدثت بعد عدة عقود.
شركة استثمارية ضخمة أموالها لا تحصى قررت تقسيط الحياة من المهد إلى اللحد، وفجأة انتشرت معلنة عن خدماتها فى كل وسائل الإعلام، وكانت شروطها وبنودها وخدماتها واضحة وصريحة.. على كل أب وأم يرغبان فى توفير حياة كاملة لأبنائها التقدم بحجز حياة كاملة للمولود بمجرد ظهور أعراض الحمل، وبعد الفحوصات الطبية وخلافه تتعهد الشركة بتكفل جميع مصاريف الحياة.. كل شىء تتكفل به الشركة منذ أن يولد المرء إلى أن يموت.. ومن ضمن ما يحدده الوالدان كان مجال عمل المولود فى المستقبل، وبعد دراسة جدوى لا تتعدى أسبوع زمان تحدد الشركة مقدار القسط الذى يتحمله الوالدان طيلة حياتهما، وبالتالى انهالت الاستفسارات من البشر وبعدها الطلبات والتقديمات وباءت الحياة حلما قابلا للتحقيق.. حتى مخاوف الآباء من أن أبناءهم لن تروقهم مشاريعهم ومخططاتهم المستقبلية تلاشت بعد أن تم إقناعهم أن الموضوع سهل.. وهكذا تكاثرت العملاء إلى أن قامت الدنيا ولم تقعد.. فالمنتفعون من وراء طراز الحياة العادى كثر! ولكن مع المجالسات والمباحثات أصبح أعداء الجديد من العملاء الجدد.. واستقر الوضع أخيراً وأصبح كل والد ووالدة مطمئن لمستقل ابنه وبنته، والأبناء فرحين ومقتنعين بتعليمهم وعملهم.. وبعدها أفلست الشركة وأغلقت أبوابها وهرب أصحابها! والسبب بسيط جداً! فقد درست شركة أخرى مشروعا آخر! وهى دفع الأقساط للناس وتوظيف أبنائهم بالشحاذة!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة