جاءت المذكرة فى 3 صفحات ونصها كالآتى:
السادة المستشارون كان لى عظيم الشرف فى المثول أمام عدالتكم وكنت أتمنى أن تكتمل سعادتى بأن يكون حضورى فى قضية أستطيع الدفاع فيها بكل حيادية كما تعلمنا وعملنا فى مهنتنا المحترمة كمحامين حيث يدفعنا ضميرنا المهنى بأن نستخلص براءة موكلنا، أو أقل ما نقول أن نبذل قصارى الجهد من دراسة لأوراق القضية حتى نأتى بأفضل النتائج لموكلينا طبقاً للقواعد القانونية".
وتابعت قائلة "لكن فى القضية المنظورة تحير أمرى لذا أود أن أسجل فى محضر الجلسة بأننى قد حضرت كافة التحقيقات التى تمت مع المتهم ابتداء من شهر اغسطس حتى شهر ديسمبر الماضى وهو الأمر الثابت بالتحقيقات، وقد تحققت بنفسى بأن اعترافات المتهم بالكامل قد تمت دون ضغط أو إكاه مادى أو معنوى، وأن حضورى التحقيقات مع المتهم تم إيمانا من بحق أى متهم فى ان يكون له محام يحضر معه أو عنه أثناء التحقيقات والمحاكمة، وقد تعذرت لنفسى بكثير من الأعذار حتى لا أخالف ضميرى المهنى وحتى يكون قرارى النهائى على أساس من الصواب الذى لا يحتمل الخطأ".
وأضافت عقل أنها بعد دراسة اوراق القضية من كافة جوانبها الدراسة الوافية استعدت للتنحى عن الدفاع لثلاث أسباب، كان الأول حسبما أوضحت فى مذكرتها أن المتهم لا يضع فى حسبانه حجم جريمته ويتعامل بنوع من اللامبالاة من بداية التحقيقات فضلاً عن عدم تعاونه وصراحته معها، قائلة "إن ندمه وأسفه فى جلسة التحقيق الأخيرة لم يكن عن صحوة ضمير أو معرفة بحجم الكارثة وإنما لخوفه من اكتشاف جرائم أخرى قد يكون ارتكبها وتتسبب فى إعدامه".
بينما جاء السبب الثانى لتنحيها عن الدفاع أنه لا أمان للمتهم خاصة وأنه خان نفسه قبل أن يخون أسرته ومصر والمصريين بتخابره وتجسسه على وطنه مصر والبلدان العربية الشقيقة، وكاد أن يتسبب فى قطع العلاقات مع تلك البلدان التى شاركت مصر كفاحها على مدار التاريخ.
فيما كان السبب الثالث هو عدم ثقة المتهم فى محاميته وهو ما كان يتطلب من البداية أن يقوم بالتلميح لها حتى لا تتكبد مشقة التحقيقات إلى شهور، واصفة ذلك بسلوك وطبع الخائنين.
وأنهت عصمت مذكرتها بالتالى "السادة المستشارون أود أن أسجل بمحضر الجلسة تبرئى مما أتى به المتهم، وأن تقبل المحكمة طلبى فى تلك المذكرة، بأن أتنحى عن القضية المنظورة ليس لرغبة المتهم فقط ولكن لرغبتى وأمنيتى الشخصية، حيث طغت وطنيتى على واجبات مهنتى وقد عقدت العزم منذ انتهائى من الاطلاع ودراستى القضية بأن أتقدم بطلبى لقبول تنحيتى عن الحضور والدفاع فى القضية".


