أكد سامى محمود رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة أن استمرار حالة عدم الاستقرار فى تونس، سوف تتسبب فى خسائر متوقعة فى مجال السياحة التى تعد أحد أهم مصادر الدخل التونسى، متوقعا فى تصريح لـ لليوم السابع أن تكون مصر من ضمن المقاصد السياحية المستفيدة من تلك الأزمة، حيث أعادت شركات السياحة ووكالات السفر الأوروبية آلاف السائحين الذين اختاروا الشواطئ التونسية لقضاء عطلاتهم، وبالتالى ستتحول وجهات السائح إلى المقاصد المنافسة لتونس وعلى رأسهم مصر وتركيا.
أضاف رئيس قطاع السياحة الدولية أن الحركة الوافدة من السوق التونسى سجلت 50 ألف سائح زاروا مصر العام الماضى بزيادة قدرها 20 % مقارنة بعام 2009، مؤكدا أنه من المتوقع إن تستقبل مصر السياح الراغبين فى السياحة العلاجية بدل من التوجه لتونس حيث يصل أعداد الوافدين لهذا المنتج 3 مليون سائح ليبيى سنويا.
ويرى الخبراء فى القطاع السياحى أن أعمال العنف الأخيرة سيكون لها تأثير سلبى كبير فى المستقبل على صناعة السياحة فى تونس، فقبل تفجر موجة الاحتجاجات الشهر الماضى كانت كبريات شركات السياحة البريطانية على سبيل المثال تشجع عملائها على التوجه إلى تونس باعتبارها من أهم المقاصد السياحية فى الوطن العربى، لكن هذه الصورة الذهنية لتونس تحولت من كونها مكان للاسترخاء وقضاء إجازة ممتعة على شواطئها المتوسطية إلى دولة غارقة فى الفوضى.
وأضاف سيؤثر تراجع السياحة بالطبع على مستقبل 350 ألف شخص يعملون فى هذا المجال أى ما يعادل 10 % من القوة العاملة فى البلاد، وقد أكد العاملون فى بعض الفنادق إلى أنه أجبروا مؤخرا على أخذ إجازات بدون أجر بعد أن بدأت الوكالات الأوروبية فى إعادة آلاف السائحين.
يذكر أن السياحة التونسية تتمتع بمكانة هامة فى الاقتصاد الوطنى، نظرا لدورها البارز والمهم فى دفع التنمية الشاملة والمساهمة الفعالة فى العديد من القطاعات والأنشطة الاقتصادية الأخرى، لهذا راهنت تونس على السياحة كخيار تنموى جوهرى، بحيث تساهم السياحة التونسية بـ 7% من الناتج المحلى، 5.2 % من مجموع الصادرات، 56 % من تغطية عجز الميزان التجارى، ويوفر القطاع السياحى 19 % من الدخل بالعملة الأجنبية، حوالى 400 ألف فرصة عمل مباشرة أو غير مباشرة، أى 12% من حجم العمالة بتونس.
وتعد تونس بنية أساسية عصرية ساهمت فى الرفع من القدرة التنافسية للقطاع فيوجد 8 مطارات، 7 موانى بحرية، 850 وحدة فندقية بطاقة إيواء تقدر بـ240 ألف غرفة
(80 % من طاقة الإيواء موزعة على فنادق 3،4،5 نجوم ) و380 مطعم سياحى، 650 وكالة أسفار ( شركات سياحية ) 115 مدرسة تكوين سياحى (خاصة وحكومية) 3 كازينوهات.
واستقبلت تونس خلال سنة 2009 حوالى 7 ملايين سائح أى ما يعادل 1% من عدد السياح فى العالم، 3 % من عدد السياح فى البحر الأبيض المتوسط، 23 % من عدد السياح على البحر الأبيض المتوسط اذا استثنينا فرنسا وايطاليا واسبانيا، 10 % من عدد السياح العرب.
