لن يكون غريبا إذا ربطنا ما يحدث فى تونس حاليا من عملية انقلاب أبيض على الرئيس زين العابدين بن على، وما نشره موقع ويكيليكس منذ شهرين تقريبا عن حالات الفساد فى تونس، فالموقع نشر وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية فى تونس، قالت إن المحيط العائلى للرئيس التونسى زين العابدين بن على "أشبه بالمافيا"، وأن النظام التونسى "لا يقبل لا النقد ولا النصح".
البرقية التى تم إرسالها من سفارة واشنطن فى تونس فى يونيو 2008 بعنوان "ما هو لكم هو لى" ، أشارت إلى عدة أمثلة قالت أنها دليل على إساءة استخدام محيط عائلة الرئيس التونسى للنفوذ، خاصة عائلة زوجته ليلى، وكتبت على سبيل المثال، أن زوجة الرئيس، ليلى طرابلسى، حصلت من الدولة على أرض كمنحة مجانية لبناء مدرسة خاصة، ثم أعادت بيعها. وفى صيف 2009 ذكرت برقية أخرى أن "الرئيس بن على يتقدم فى العمر" وأن "نظامه متصلب" وأنه "ليس لديه خليفة معروف "، معتبرة أن التغيير الجوهرى فى تونس لن يتم إلا برحيل الرئيس زين العابدين بن على الذى قدم نفسه للغرب كجدار سميك فى وجه الإسلاميين الذى يحول دون وصولهم إلى السلطة.
الآن فقط بدأت تظهر ألأهداف الخبيثة لتسريبات ويكيليكس، فالأمر من وجهة نظرى لا يتوقف على أزمة تأمين الوثائق والمراسلات الأمريكية، وإنما فى الأهداف التى تريد واشنطن تحقيقها من وراء تسريب هذه البرقيات، التى فضحت إسرار ما كان يدور فى الغرف المغلقة لكى يطلع عليها الجميع، وإلا ما هو الرابط بين هذه الثورة الشعبية على الأوضاع الاجتماعية فى تونس، وحديث البرقية عن حالات فساد مستشرية فى تونس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة