لوحظ تجاهل وسائل الإعلام التونسية الرسمية لأخبار الرئيس زين العابدين بن على منذ تفويضه سلطاته إلى رئيس الحكومة محمد الغنوشى بصفة مؤقتة ومغادرته البلاد أمس إلى الخارج.
وتركز الإذاعة والتليفزيون التونسيان فى موادهما وبرامجهما على الحديث عن البيان الذى أعلنه الغنوشى بنفسه من التليفزيون عن تفويضه بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية الذى "تعذرعليه ممارسة مهامه الآن"، كما ينشغل الإعلام التونسى الرسمى بتطورات الوضع الأمنى فى البلاد حيث لم تخف فى تقاريرها أنباء انفلات الوضع فى بعض مناطق البلاد وتعرض مواطنين لاعتداءات من جانب "عصابات" من الشباب الذين روى مواطنون أنهم يسطون على الممتلكات ويهاجمون الناس فى منازلهم.
وقد أقر الغنوشى نفسه فى تصريح الليلة الماضية بالتليفزيون بهذا الانفلات، مناشدا المواطنين التعاون مع الجيش الوطنى الذى نزل إلى الشارع لضبط الأمن مع قوات الأمن والحرس الوطنى، فى أعقاب سيل الشكاوى التى تلقاها ومازال التليفزيون التونسى من مواطنين من مختلف المناطق وخاصة من العاصمة عن تعرضهم لهجمات هذه العصابات، واستغاث المتصلون بالتليفزيون بقوات الجيش لحمايتهم، ولليوم الثانى منذ مغادرة الرئيس بن على يتجاهل الإعلام التونسى الرسمى أخباره، وهو حتى لم يشر إلى خبر مغادرته البلاد.. وتستمر الإذاعة والتليفزيون فى بث برامجهما العادية، يتخللها أغان وطنية تحث على حب الوطن.
تجدر الإشارة إلى أنه، وحسب خبراء قانون تونسيين، فإن بن على مازال هو رئيس الدولة دستوريا وأنه فقط فوض سلطاته مؤقتا لرئيس الحكومة محمد الغنوشى الذى سيباشر اليوم اتصالات مع مختلف الأطراف لتشكيل حكومة يتوقع أن تضم مختلف التيارات السياسية والاجتماعية التونسية.
وكان المطاف قد انتهى بالرئيس بن على باستقباله فى المملكة العربية السعودية إلى رحبت بقدومه وأسرته ، وذلك بعد رفض فرنسا استقباله، فى حين ذكرت مصادر أن عددا من أفراد عائلة بن على وصل إلى دبى بينما وصل آخرون إلى فرنسا.
وأكد بيان للديوان الملكى السعودى نشرته وكالة الأنباء السعودية فى ساعة مبكرة من صباح اليوم نبأ وصول بن على إلى أراضى المملكة، مرحبا به تقديرا للظروف الاستثنائية التى يمر بها الشعب التونسى الشقيق.
وأكد البيان تأييد الرياض "لكل إجراء يعود بالخير على الشعب التونسى الشقيق"، الذى أعلنت الحكومة السعودية "وقوفها التام إلى جانبه"، وأملها "فى تكاتف جميع أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه".
وتفيد معلومات غير مؤكدة بأن عددا من المسئولين وكبار رجال الأعمال رافقوا بن على لدى مغادرته البلاد أمس الجمعة بعد شهر من الاحتجاجات الشعبية التى راح ضحيتها العشرات.
وكانت طائرة تونسية مدنية قد أثارت حالة من الارتباك لدى هبوطها أمس فى كاليجارى فى سردينيا جنوب إيطاليا للتزود بالوقود.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن الطائرة- التى هبطت اضطراريا وهى فى طريقها إلى باريس- لم يكن على متنها بن على وشرعت السلطات الإيطالية بفحصها.
وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أمس أن طائرة تقل على متنها إحدى بنات بن على وإحدى حفيداته وموظفة لديهما حطت فى مطار بورجيه قرب باريس مساء أمس، فى حين رفضت السلطات حسب الصحيفة- هبوط طائرة ثانية.
كما أكد أحد المقربين من صخر الماطرى صهر الرئيس بن على أن الماطرى وصل وعائلته إلى دبى، خلافا للأنباء التى تحدثت فى وقت سابق عن اعتقاله، وفى غضون ذلك أكد قائد إحدى طائرات شركة الخطوط التونسية محمد بن كيلانى اعتقال عدد آخر من أفراد عائلة بن على بعد رفضه الإقلاع بالطائرة عند علمه
بوجودهم على متنها.
رئيس الحكومة محمد الغنوشى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة