عصام كرم الطوخى يكتب: سحر الكلمة

السبت، 15 يناير 2011 03:17 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: سحر الكلمة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للكلمة سحرها الخاص فى التعبير عن كيانك الشخصى، وبدونها تفقد نعمة كبيرة فى حياتك، فالكلمة من شأنها تعتبر وسيلة قوية وفعالة فى التعبير عن المشاعر التى تتحول إلى تصرفات قد تكون مؤثرة أو لا، وبالتالى قد يكون لها أثرها الكبير فى تحديد مصير أى إنسان.

إن اختيارك لمفردات لغتك قد يكون له أثر إيجابى أو سلبى على مشاعرك، لذلك أبحث عن الكلمات التى من شأنها تسرك وتكون مؤثرة وباعثة على المرح والخيال والتى من شأنها تقويك وتحفزك للأمام ما دمت تدرك ماذا تعمل وفى أى اتجاه تسير فيه، وابتعد عن الكلمات الهدامة والمحبطة لك.

وعندما يتكلم الإنسان، من السهل أن تدرك ما هو ومدى تفكيره وأسلوبه فى التعامل مع الناس ونظرته للحياة.

يقول مارك توين: "الكلمة الصحيحة المناسبة وسيلة قوية، فعندما نصادف إحدى تلك الكلمات الصادقة التعبير يكون تأثيرها فعالاً مادياً ومعنوياً وسريعاً سرعة البرق"، ويقول ألدوس هيكسلى: "الكلمات هى الخيط الذى ننسج منه خبراتنا".


ويذكر المؤرخون أن الإمام أبى حنيفة النعمان ، قد وجه إليه أبو جعفر المنصور الخليفة العباسى أن يتولى القضاء فرفض واعتذر فأمر بحبسه ثم استدعاه ذات يوم وسأله: أترغب عما نحن فيه؟ فأجابه: أصلح الله الأمير، إنى لا أصلح للقضاء، فقال له: كذبت. فأجابه الشيخ الإمام بهدوء الحكماء: قد حكمت على بذلك بأنى لا أصلح للقضاء. فقد نسبتنى للكذب، فإن كنت كاذباً فلست أصلح للقضاء، وإن كنت صادقاَ، فقد أخبرت أمير المؤمنين بأنى لا أصلح له من قبل. فلم يجد المنصور جواباً وأمر بأن يعود إلى سجنه إلى أن تم الإفراج عنه بعد حين.

فلقد أدرك الإمام من اللحظة الأولى مع من يتعامل وبحجته القوية وتوفيق الله له فى اختيار كلماته نجى من حاكم طاغية.

وكم هو جميل نبى الله موسى عندما طلب من الله أن يجعل له أخاه هارون عوناً له لأنه أفصح منه لساناً.

فالإنسان الذى يعلم تأثير الكلمة على الناس تجده ناجحا فى حياته، فهو يفكر قبل أن يتكلم وإذا تفوه بكلمات تجد كلماته كالسحر تسر من حوله لأنه يدرك جيداً قيمة الإنسان الذى أمامه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة