استحوذت أنباء مغادرة بلاده أمس بعد ما يقرب من أربعة أسابيع من الاحتجاجات الدامية على البطالة وغلاء الأسعار وانتشار الفساد، وتولى الوزير الأول محمد الغنوشى السلطة فى البلاد كرئيس مؤقت لحين إجراء انتخابات مبكرة على اهتمامات الصحف الجزائرية الصادرة صباح اليوم السبت.
وأجمعت صحف الجزائر أن هذا السقوط -الذى يأتى بعد حكم البلاد لمدة 23 عاما - لم يكن منتظرا من قبل الأجهزة الغربية والفرنسية خاصة التى نصحت بن على بتقديم خدماتها الأمنية فى مواجهة شعبه، كما لم يكن منتظرا من قبل النخب السياسية التونسية بداخل تونس ولا خارجها، ولا من قبل المراقبين والمحللين السياسيين .
وتحت عنوان "الجيش يهرب بن على وينقذه من مصير تشاوسيسكو" قالت صحيفة "الشروق" اليومية، إن الرئيس التونسى فر مساء أمس الجمعة من البلاد برفقة عائلته على متن طائرتين عسكريتين تحت ضربات الشارع، وبعد ساعات فقط من خطاب أجج غضب التونسيين، مشيرة إلى أن الجيش تدخل لتجنيب البلاد مسارا دمويا بالموازاة مع "تسليم" الحكم للوزير الأول فيما تضاربت الأنباء عن الوجهة التى قصدها "الرئيس
الهارب لاجئا".
وقالت صحيفة "الخبر" تحت عنوان "سقط بن على ولم يسقط النظام"، إن الشارع التونسى نجح بالإطاحة بالرئيس التونسى ودفعه للفرار إلى الخارج بعد سقوط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى، مشيرة إلى أن المسيرات والحشود الشعبية امتدت من مدن الحمامات والقيروان، وسيدى بوزيد، والرقاب والصفاقس ، والقصرين، وجميع مدن الجنوب غير أنها بلغت ذروتها فى العاصمة السياسية والاقتصادية حيث كانت الشعارات معبرة عن مشاعر المتظاهرين.
وأضافت أن خروج زين العابدين ثانى رئيس للجمهورية التونسية المولود فى 3 سبتمبر 1936 كان بانقلاب كما دخل إلى قصر الرئاسة فى السابع نوفمبر 1987 بانقلاب ضد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذى حكم تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 .
وأشارت إلى أن التونسيين سيذكرون الشاب محمد البوعزيزى الذى كان الشرارة الأولى لاندلاع انتفاضة الحرية فى تونس ، حيث دفعته البطالة بعد تخرجه من الجامعة إلى العمل فى الفلاحة، قبل أن يتحول إلى بيع الخضر والفواكه فى السوق الشعبية بمدينة "سيدى بوزيد" حتى امتدت يد الظلم من شرطية صفعته وبعثرت طاولة الغلال التى يبيع عليها، ما دفعه إلى الانخراط فى حالة من البكاء والهستيريا، توجه بعدها إلى المسئولين ليشتكى، لكن لا أحد استمع إليه، فأقدم على محاولة الانتحار فى 17 ديسمبر بقارورة من البنزين، لكن الشرارة طارت من مدينة "سيدى بوزيد" واتسعت حتى وصلت إلى قصر قرطاج، لكن لا أحد فى تونس ولا فى العالم كان يعتقد أن هذا المشهد كان بداية انهيار نظام الجنرال.
ومن جهتها قالت صحيفة "البلاد " تحت عنوان " نظام زين العابدين بن على ينهار تحت ضغط الشارع " خرج آلاف التونسيين أمس إلى الشوارع ونظموا مظاهرة عارمة أمام مبنى وزارة الداخلية مطالبين برحيل الرئيس زين العابدين بن على الذى أثار خطابه الثالث منذ اندلاع الاحتجاجات السخط رغم أنه فى خطاب الأخير أعلن أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وجاء مانشيت صحيفة "الجزائر نيوز" تحت عنوان "سقوط الديكتاتور" وقالت أخيرا سقط "بن على" حيث تكرر سيناريو شاه إيران، لكن دون خميني لم يكن هذا السقوط منتظرا من قبل المعلومات الغربية، مشيرة إلى أن لهيب الغضب اشتعل كالنار فى الهشيم فتحرر التونسيون من عقدة الخوف، وشيئا فشيئا تحول الاحتجاج إلى غضب، وتحول الغضب المتصاعد والزاحف إلى ثورة المهمشين والمقهورين الذين فرضوا غضبهم على النخب التى انخرطت فى هذا التيار الذى أصبح جارفا، قويا وعاتيا.
وأضافت الصحيفة أن أسطورة المعجزة التونسية التى روج لها الغرب تداعت بشكل مثير يكاد لا يصدق ولم تعد النصائح المقدمة من قبل حلفاء بن على فى أمريكا وفرنسا ذات جدوى، موضحة أنه بالرغم من أن بن على قدم تنازلات كبرى فى خطابه الأخير للغاضبين والمحتجين من أبناء شعبه، لكن التوانسة الذين اكتشفوا تلك القوة الكامنة فيهم رفضوا التسليم فى ثورتهم التى قادتهم من عالم الدهاليز إلى عالم النور، رفضوا الوعود ورفضوا التنازلات، وكان مطلبهم الرئيسى أن "يرحل الديكتاتور" .
صحف الجزائر: الشارع التونسى أسقط "بن على" رغم قبضته الحديدية
السبت، 15 يناير 2011 11:48 ص
الرئيس التونسى زين العابدين بن على
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة