لم تمر ساعات على نشر مقالى "عام الغضب" إلا والرئيس التونسى زين العابدين يحمل عصاه ويرحل.
سيسجل التاريخ أن ثورة التونسيين البسطاء كانت الأقصر والأنجع والأسرع والأقوى على عكس كل التوقعات.
وسيسجل التاريخ أن الشعب التونسى وحده صاحب الفضل وليس الأحزاب التى تم احتواء بعضها فى النظام وتم تعيين أحد زعماء المعارضة مستشارا للرئيس المخلوع
وسيسجل التاريخ أن الشعوب قادرة على تجاوز ما لا يمكن تجاوزه، فمن كان يصدق أن صوت الشعب وأنينه كان بمقدوره أن يتجاوز الحصار الإعلامى المطبق من كافة الاتجاهات فى تونس ، ومن كان يصدق أن صور التظاهرات ستطير عبر فضاء الانترنت لتنقل جزءا من حقيقة ما يحدث على أرض الواقع إلى العالم بأسره .
سيسجل التاريخ أن ثورة شعب عربى تمت على أرض عربية دون أن يكون للغرب يد سواء بدعم مباشر أو غير مباشر .
سيسجل التاريخ أن ثورة التوانسة تمت دون عون من منظمات تونسية مهاجرة ولا دعم من تجمعات تزعم مناصرة الأقليات لا من هنا ولا من هناك ... ثورة لم يدفع فيها أحد غير الشعب التونسى فاتورتها لذا فهو لن يكون مطالبا بسداد الثمن لأى جهة .
سيسجل التاريخ أن بن على وإن كان رجل مخابرات انقلب على أستاذه الحبيب بورقيبة واعتقد أنه يعرف عن شعبه أكثر مما يعرف الشعب عن نفسه ، قد سقط فى اختبار المعرفة واعترف بأنه ضلل وبالبلدى "انضحك عليه" وقال حرفيا "غالطونى وسأحاسبهم" وكررها ثلاث.
سيسجل التاريخ أن الشعوب تتحمل وتبدو صابرة ولكنه صبر الجمال حتى إذا ما غضبت انفجرت ولم تبق على شىء فلا معنى للحياة إذا ديست الكرامة وانتهكت الحرمات وبيع الشعب بأبخس الأثمان.
وسيسجل التاريخ أن تونس بلد أبى القاسم الشابى القائل
"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلى ولا بد للقيد أن ينكسر"
وقد جاء اليوم الذى يشهد العالم أن القدر استجاب للشعب التونسى وأن القيد انكسر على يد شباب تونس.. وسيسجل التاريخ انكسار القيد فى أماكن أخرى فى عالمنا العربى.
وسيسجل التاريخ، أن زين العابدين بن على لن يكون آخر الحكام العرب الهاربين وسيتلوه آخرون على الطريق وأعتقد أنهم يجهزون حقائبهم من الآن ويكفى أن الفرحة قد عمت الشارع العربى بأسره وأصبح الجميع يأمل فى تكرار تجربة " هروب الحكام ".
حكم زين العابدين بن على شعبه بالنار والحديد، وحتى فى لحظة هروبه ترك بلده قطعة من نار ملتهبة أكلت الأخضر واليابس، هذه النوعية من الحكام لا يهمها الشعب ولا تعرف معنى الوطن كل ما يهم هؤلاء هو تأمين رحلة الذهاب والعودة من حيث أتوا.
آخر السطر
حين يسقط الطغاة لا تبكى السماء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة