دعا الغرب إلى عملية انتقالية سلمية فى تونس بعد رحيل الرئيس زين العابدين بن على الذى كان أحد حلفائه فى المنطقة ولجأ إلى السعودية وغادر بن على تونس بعد حكم دام 23 عاما إثر حركة احتجاج لا سابق لها ضد نظامه الذى حاول قمعها بعنف.
وقال الديوان الملكى السعودى فى بيان إن "حكومة المملكة العربية السعودية رحبت بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن على وأسرته إلى المملكة" نظرا "للظروف الاستثنائية التى يمر بها الشعب التونسى الشقيق".
وعبرت المملكة عن أملها فى أن "يسود الأمن والاستقرار هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسى الشقيق" ولم يصدر أى رد فعل عن عاصمة عربية أخرى على رحيل بن على الذى اضطر لمغادرة تونس تحت ضغط الشارع.
من جهته، أشاد الرئيس الأمريكى باراك أوباما "بشجاعة" الشعب التونسى ودعا "كل الأطراف إلى المحافظة على الهدوء وتجنب العنف"، كما دعا الحكومة التونسية إلى "احترام حقوق الإنسان وإجراء انتخابات حرة ونزيهة فى المستقبل القريب تعكس الإرادة والتطلعات الحقيقية للشعب التونسى".
وكان بن على حليف الولايات المتحدة فى مكافحتها التطرف الإسلامى، لكن واشنطن انتقدت مع ذلك مرات عدة أداءه فى مجال حقوق الإنسان وقال أوباما "أدين وأستنكر استخدام العنف ضد المدنيين فى تونس الذين يعبرون سلميا عن رأيهم وأشيد بشجاعة وكرامة الشعب التونسى".
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون جميع الأطراف فى تونس إلى "ضبط النفس" و"حل المشاكل بشكل سلمى تجنبا لفقدان مزيد من الأرواح وتصاعد العنف"،وقال فى بيان إنه "يدعو إلى الاحترام الكامل لحرية التعبير والتجمع والإعلام ويطلب من كل الجهات المعنية بذل كل جهد ممكن لإجراء حوار وحل المشاكل بشكل سلمى والعمل معا من أجل تسوية سلمية ترضى تطلعات الشعب التونسى".
وفى باريس، قالت الرئاسة الفرنسية فى بيان إن "فرنسا أخذت علما بالعملية الدستورية الانتقالية التى أعلنها رئيس الوزراء الغنوشى" وأضافت أن "فرنسا تأمل بالتهدئة وإنهاء العنف. وحده الحوار يمكن أن يؤمن حلا ديمقراطيا ودائما للأزمة الراهنة"، مؤكدة أن "فرنسا تقف إلى جانب الشعب التونسى فى هذه المرحلة الحاسمة".
وقد أكد مصدر قريب من الحكومة أن فرنسا "لا ترغب" فى مجىء الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على إلى أراضيها خوفا من أن يثير ذلك استياء الجالية التونسية فى فرنسا من جهته، دعا الاتحاد الأوروبى إلى "حلول ديمقراطية دائمة" فى تونس كما دعا إلى الهدوء بعد الإطاحة ببن على.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون والمفوض الأوروبى لتوسيع الاتحاد ستيفان فولى "نود أن نعرب عن دعمنا للشعب التونسى واعترافنا بتطلعاته الديمقراطية التى يجب تحقيقها بالطرق السلمية" وأضافا "نحث جميع الأطراف على ضبط النفس والهدوء من أجل تجنب وقوع مزيد من الضحايا أو حدوث مزيد من العنف"، مؤكدين أن "الحوار آمر أساسى" وأكد مسئولا الاتحاد "نجدد التزامنا تجاه تونس وشعبها واستعدادنا للمساعدة على إيجاد حلول ديمقراطية دائمة للأزمة الجارية".
وفى لندن، دعا وزير الخارجية البريطانى وليام هيغ السلطات التونسية إلى أن تبذل ما فى وسعها لإيجاد حل "سلمى" للأزمة وإلى إجراء انتخابات حرة ومزيد من الحريات السياسية فى هذا البلد.
وفى واشنطن، أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عن أملها فى العمل مع التونسيين طوال هذه الفترة الانتقالية للسلطة وقالت "نحن مصممون على مساعدة الشعب والحكومة على إرساء السلام والاستقرار (فى تونس) ونأمل أن يعملا سويا من أجل بناء مجتمع أقوى وأكثر ديمقراطية ويحترم حقوق الناس".
أما السيناتور الديمقراطى جون كيرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشيوخ فاعتبر أن فرار الرئيس بن على "ستتجاوز تداعياته حدود تونس"، وقال إن الشرق الأوسط يضم شعوبا فتية "تتطلع إلى مستقبل خال من أى قمع سياسى وفساد والجمود اقتصادى".
ردود أفعال عالمية واسعة بعد لجوء الرئيس التونسى للسعودية
السبت، 15 يناير 2011 09:59 ص
الرئيس زين العابدين بن على
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة