د.م عبد العزيز الكفراوى يكتب: مازال هناك بصيص من الأمل

السبت، 15 يناير 2011 10:14 ص
د.م عبد العزيز الكفراوى يكتب: مازال هناك بصيص من الأمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تلك الأيام تعيش المنطقة العربية فى ظروف غريبة عليها بل طرأت وفرضت نفسها عليها والذى بدأ أصلا فى صورة التفكك الأسرى تلك الظاهرة التى ضربت البيت والأسرة والتى لم يستطع مجتمعنا وثقافتنا ومرجعيتنا الدينية أن تواجهها وتلك الظاهرة والتى أصابت معظم الدول العربية تلك الظاهرة والتى نشأت من تأثير الفضائيات وما تنقله من الثقافات الغريبة على مجتمعنا العربى كان لها تأثير كبير على مصالحنا الوطنية القومية بحيث تجلى التأثير مباشرا فى حالة التفكك الإقليمى والعرقى بل الوطنى فى حالة العراق وما حدث فيها من شتات الذى أصبح لا يوحده إلا اسم الدولة فقط.. نسمع عما يحدث فى اليمن.. اليمن الذى كان فى يوم ما يمن شمال ويمن جنوبى وتوحد فى يمن واحد واليوم نسمع عن الحوثيين وما يرتكب منهم بحق وطنهم ويهدد وحدتهم.

السودان تلك الدولة التى كانت ومازالت مطمعًا للدول ذات الاقتصاد الشر وأصبحت مهددة بالانقسام إلى أربع دويلات. أفغانستان والحالة البائسة التى تمر بها فى هذه الأيام حيث تحولت الدولة إلى مسرح للعمليات العسكرية بين التنظيمات الإرهابية الدولية وأمريكا ومن قبلها الاتحاد السوفيتى البائت والذى انقرض وتفتت أيضا بفعل فاعل.

تونس الخضراء والتى كانت بلد السياحة الآمنة المستقرة تملؤها الاضطرابات الشعبية والجزائر ذلك البلد القوى بشريا واقتصاديا لا يخلو أيضا من الاضطرابات نتيجة سوء الحالة المعيشية.

لبنان نجدها اليوم دولة متعددة المذاهب والعقائد وغليان تحت السطح . ماذا بقى بعد ذلك دول الخليج العربى البترولية وبعض الدول الأخرى مثل الأردن والمغرب العربى تنعم لبرهة من الزمن بالاستقرار ظاهريا ولكن الله وحده أعلم ما ينتظرها من سيناريوهات.

حتى مصر أم الدنيا فى الفترة الأخيرة نسمع حديثا هامسا عن كل ماهو مسيحى وكل ماهو مسلم وهنا ما يحزننا جميعا فى قلوبنا نجد دائما محاولات مستمرة من الإساءة لتلك العلاقة الأبدية الراسخة فى الجينات الوراثية فى تركيبة المصرى، سمعت تعليقا جميلا عن الفيضان القديم والذى كان موجودا بمصر قبل تشييد السد العالى والذى كان يأتى كل عام لكى يزيل كل ما أمامه من البيوت الطينية ويغمر مسطحات كبيرة من الأراضى ولم يفرق بين مسلم ومسيحى.. نهر النيل العظيم والذى نشرب منه جميعا نحن المصريين.. الأرض الطينية السوداء والتى زرعه الفلاح قديما قبطى أم مسلم ليس هناك فرق والخير يعم علينا جميعا بعد ذلك، موضوعات دول حوض النيل وسعى تلك الدول للاستحواذ على المياه بهدف مشروعات تنمية.

أليس هناك تفسير منطقى لكل ما يحدث فى منطقتنا العربية من الشرق إلى الغرب.. لماذا لا نرى التوحد والاتحاد فقط إلا فى المجتمعات الأوروبية أو أمريكا والتى تصل مساحة الأرض فيها إلى أكثر من مسطح المنطقة العربية بل عدد ولاياتها يفوق عدد الدول بمنطقنا العربية، رأينا ألمانيا الشرقية والغربية.. رأينا أوروبا كلها توحد عملتها إلى اليورو رأينا أيضا التوحد فى تأشيرة السفر والدخول إلى أوروبا.. رأينا فى مطلع الثمانينيات النفق الذى يربط بين أوروبا وبريطانيا رأينا كل مظاهر التوحد داخل تلك الكتلتين الأوروبية والأمريكية كل على حدة وتوحدا أكبر بينهما.. رأينا شبكات الطرق الموحدة داخل أوروبا، أليس هناك ما نستطيع أن نقرأه من خلال قراءتنا للأحداث.. وإلى متى سنظل هكذا ثابتون فى أحذيتنا لا حراك فينا.

إلا أنه مازال هناك بصيص من الأمل نستطيع أن نواجه به تلك الانقسامات بمنطقتنا العربية والأفريقية التى تغدر بنا بين حين وآخر.. وهو المزيد من الحرص على الربط الجغرافى والذى يعبر البحار والأنهار من حدود المنطقة العربية والتى تمتد من إيران حتى موريتانيا ذلك محور عرضى يتماس هذا المحور ومحور آخر دائرى يربط بين دول القارة الأفريقية مع بعضها البعض فى شكل جسور وأنفاق وطرق سريعة وقطارات سريعة وسكك حديدية بشرط أن تخترق أراضى بكر جديدة بكل دولة تمر بها.. مما سوف يعمل على تحقيق الكونفدرالية الجغرافية والتى نستطيع أن نواجه بها الشقاق بين الدول وبعضها البعض.. يجب أن نشدد على أهمية الاتصال الجغرافى بشق الطرق والمواصلات.. تلك المنظومة سيكون لها تأثير إيجابى على الاقتصاد الأفريقى العربى، سيخلق مدنا جديدة على جانبيه تكون للتنمية بقارتنا الأفريقية ومنطقتنا العربية.. سيوحد ثقافتنا إلى لغة موحدة ربما لن تكون مكتوبة أو منطوقة ولكنها لغة الحضارة. سينقل التنمية إلى أراضى ودول فى منطقتنا وقارتنا الأفريقية محرومة من التنمية.

وهنا يجدر الحديث عن الربط بين الدول ليس فقط بالطرق والمواصلات بل عن طريق ربط بين الدول بالشبكات القومية للدول للغاز الطبيعى وشبكات الكهرباء وخطوط البترول والمياه ولم لا.. أليست تلك المشاريع هى التجربة الأوروبية الأمريكية، يجب أن نتعلم من أخطائنا ونصلح من اتجاه المسيرة لكى نحكم قبضتنا على ثرواتنا الأفريقية والعربية ونحافظ عليها من الضياع.


*معمارى ومخطط مدن








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة