كنت أعمل بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض من الفترة 1981حتى 1997م، وبحكم عملى كان لى صلة برجال الأعمال السعوديين، وكان لى نشاط واسع فى وسط المصريين بالرياض من خلال عضويتى فى صندوق رعاية المصريين بالسفارة المصرية بالرياض، وكونت وزملائى من أبناء قريتى رابطة أبناء بشبيش بالرياض، وكنا نسعى فى حل مشاكل أبناء قريتى ومدينة المحلة الكبرى، وأى مصرى يلجأ إلينا لحل مشكلاته كالبحث عن عمل وتأمين سفره فى حالة تعثره ماليا وتسوية أى نزاع مع الكفيل السعودى بالطرق الودية والاستعانة بزملائى السعوديين فى العمل من القبائل المعروفة فى حل تلك المشكلات، وكان لى أصحاب مصريون أقباط من مدينة المحلة الكبرى والقاهرة، كنت أقوم بمساعدتهم فى حل مشكلاتهم وإيجاد عمل لهم، وكانوا كإخوة لى تربطنى بهم مصريتى التى أعتز بها، وكان السعوديون من زملائى يلحظون تمسكى بمصريتى وحبى لأبناء وطنى جمعيهم.
ولى قصة مع صديق عزيز على كان يعمل بمستشفى الشميسى المركزى بالرياض، وهو مسلم وإخوته ووالده ووالدته مسيحيون، وكان على صلة رحم بهم بعد إسلامه وطلب منى تيسير عمل لأخيه فى السعودية، وكلمت أحد الكفلاء الذين أثق فيهم بجلبه على كفالته، وتم إرسال التأشيرة له على السفارة السعودية دون كتابة الاسم وفوجئ الكفيل بأن المكفول الذى جاء فى التأشيرة مسيحى، فقال لى قريبك ياجمال مسيحى، فقلت له نعم فأستغرب، ذكرت له أننا فى مصر نحب الإخوة الأقباط، وأننا نعبد إلها واحدا لا شريك له، والله هو الذى يحكم بيننا يوم القيامة، وأن الله كفل لكل إنسان رزقه، وهو جاء إلى السعودية ليعمل، لأنه له رزق فى هذا البلد الطيب فأعجب بحجتى وعمل معنا فى الرياض.
وإننا كمصريين ندين الإرهاب بكافة أشكاله، وندين من يحاول إشعال الفتنة الطائفية ونحن أبناء وطن واحد ودماء واحدة ونشرب من نيل واحد، ونعبد إلها واحدا، وإن قلبنا مترع بالحزن من هذا العمل الإجرامى الذى يسىء إلى سمعة الإسلام والمسلمين فمن صميم الدين الإسلامى، وثوابته أن يكون بيننا ود ومحبه وترابط إلى يوم الدين.
جمال المتولى جمعة يكتب: محبة وترابط إلى يوم الدين
السبت، 15 يناير 2011 01:02 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة