نشأت النادى يكتب: وجه من الحياة لا تعيشه

الجمعة، 14 يناير 2011 12:32 م
نشأت النادى يكتب: وجه من الحياة لا تعيشه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل جربت حياة أصحاب المهن الخطرة؟ هل غطست مئات الأمتار فى قاع المحيطات فى غواصة عسكرية؟ أو طرت آلاف الأميال خارج الغلاف الجوى فى سفينة فضائية؟ هل جربت يوماً أن تصبح رئيس جمهورية؟ هل عشت حياة العصور السابقة المليئة بالمخاطر؟ هل تخيلت نفسك تعيش فى فيلم خيال علمى بعد مائة عام؟ كثيرة هى أوجه الحياة الباهرة التى نراها من بعيد ولا نعرف تفاصيلها، يساورنا فيها شغف التجربة وفضول المعرفة لتلك الأوضاع التى لم نعيشها ولا نعرف كنهها، كما يأتى عدم التمنى والفرار من كل الأوجه التى تنفر النفس وتعكر صفوها وتحرمها من حريتها واطمئنان العيش بها، وما بين تمنى خوض غمار العيش فى وجه من تلك الأوجه التى يبهرنا بريقها، وبين الهروب من كدر وقتامة وجه من تلك الأوجه التى يفزعنا مشاهدتها، تجد الرائى منا لهذا الوجه أو تلك ما بين خوف ورجاء، كر وفر، تنافر وانجذاب، كل حسب الوجه الذى يراه.

الأوجه القاتمة فى الحياة كثيرة، فالاحتلال وجه منها، هل جربت العيش فيه؟ هل تعاملت مع متغطرس محتل؟ هل سألت نفسك كيف يكون وضعك وبلدك محتل؟ السجن وجه من أوجه الحياة، فيه سلب للحرية ومضيقة للنفس وتحكم وجمود للحياة، هل عشت هذا الوجه؟ هل جربت عيشة القبائل فى الأدغال والمستنقعات؟ هل جربت عيشة البدو فى الصحراء؟ هل افترشت الأرض يوماً والتحفت السماء غطاءً؟ هل خضت حرباً ضروساً وقابلت عدواً وجهاً لوجه؟ هل آلمك الجوع؟ هل فقدت ابناً غالياً أو تعرضت لإعاقة تمنعك من ممارسة حياتك بشكل سوى، كثيرة هى أوجه الحياة القاتمة.. وهناك كثير من أوجه الحياة الشيقة المبهرة، فالتمتع بأجمل مناظر العالم فى أحد المنتجعات، وتسخير وسائل الرفاهية من طائرة خاصة أو سيارة فارهة ومن خدم وزينة مشهد موجود، والقصور والجنات الساحرة والجزر الدافئة كلها أوجه من العيش لم يعيشه معظم البشر، هل أمرت فأطعت؟ هل أشرت بإشارة فارتهن كل من حولك لها؟هل أنت قائد سخر الله لك مرؤوسين تحت أمرك؟ أو أنت مدير سخر الله لك موظفين يسعون لتنفيذ أوامرك؟ ما بين الرضا بالحال وبين مطالعة أحوال الذين يعيشون فى وجه من أوجه الحياة التى لا نتمنى العيش فيه، نجد سعادة ومَنُ مِن الله يجب شكره عليه، فإن رأيت شخص مبتلى فتقول الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به كثير من عباده، وما بين عيش الواقع وعدم النظر للذين يعيشون فى وجه من أوجه الحياة الفارهة التى أعطيت إلى كل من نظن أنه ذو حظ عظيم، نجد الراحة والسكينة والإيمان بالغيب تأتى الطمأنينة، ولا نتمنى ما فضل الله به بعضنا على بعض فقد ندم الذين قالوا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون والذى حسبوا أنه ذو حظ عظيم بعد أن خسف الله به وبداره الأرض.. الموازين الظاهرة تختلف بين البشر واختلافها الخادع يؤدى إلى التصارع والتنافس وتؤدى أيضا إلى أمراض القلوب كالحقد والحسد، أما الموازين الباطنة التى لا يراها من ليس لديه بصيرة فهى موزعة بالتساوى بين الناس ولا يراها إلا الربانيين ذوو البصيرة، فراحة البال والرضا مع بؤس الحياة للرجل الفقير تساوى القلق والوساوس وعدم القناعة مع ترف العيش فى حياة الرجل الغنى، وقس على ذلك كل فئات البشر. وجه الحياة الذى تعيشه اجعله أفضل ما يمكن للعيش فيه، تأقلم معه وتكيف على ظروفه، ولا تغفل عن خالقك الذى يدبر الأمر ويسير الكون، فلا تك فى مرية أو اعتراض فتبأس بعيشك الذى قدر لك ولن تغير بعد رضاك وسخطك من واقعك شيئاً.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة