أطلقت وزارة المالية مبادرة جديدة تحت مسمى "حقق أحلامك" وقالت الوزارة إن الغرض من هذه المبادرة هو خدمة الاقتصاد القومى والصناعة الإنتاج المحلى، وإنها تهدف لحل مشاكل الموظف عن طريق تسهيل حصول الموظف على قرض بفائدة مخفضة قيمتها 5.7% وتسهيلات فى الإجراءات ولكن بشرط ألا يتعدى قسط القرض ثلاثين بالمائة من دخل الموظف، وأن يسدد الموظف القرض فى فترة أقصاها من خمس إلى سبع سنوات حسب رغبة الموظف.
وأوضح الدكتور غالى أن القرض المسموح لأقل راتب ألا وهو 385 جنيهاً تصل إلى خمسة آلاف جنيه فى حالة السداد فى مدة الخمس سنوات وستة آلاف وثلاثمائة جنيه فى حالة السداد على سبع سنوات، علما بأن هناك العديد من الشباب، خاصة أصحاب التعيينات بالعقود المؤقتة، لم يصل راتبهم إلى هذا المبلغ.
وعقب توقيع البروتوكول الذى وقع عليه كل من الدكتور غالى وزير المالية والدكتور المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى ومجموعة من رؤساء البنوك أقيمت الاحتفالات التى تشهد على هذه المبادرة التى ستحقق للشباب كل أحلامهم وتنتشلهم من الفقر والضياع ولا أعلم إن كانت ستنتهى بهم النهاية السعيدة أم ستنتهى بهم خلف غياهب السجون، ومن المؤكد أن الحفل قد تكلف أكثر من قروض خمسين شابا.
هيا يا شباب مصر اغتنموا الفرصة، أمامكم فرصة ذهبية لحل مشكلاتكم، فكل شاب منكم أمامه الفرصة للحصول على خمسة آلاف جنيه، وهو طبعا مبلغ كاف جدا لتحقيق أحلامه لكى يشترى شقة ويؤسسها ويشترى شبكة ويدفع مهرا يقدمه لعروسة وطبعا سوف يشترى المفروشات والتجهيزات اللازمة لمنزل الزوجية ومن المؤكد أن المتبقى من الخمسة آلاف جنيه سوف يكون كافيا لشراء سيارة وعمل مشروع صغير بجانب الوظيفة.
ولن يكلفك الأمر شيئا إلا فقدان ثلث مرتبك لمدة خمس سنوات فبدلا من أن تحصل على 385 جنيهاً سوف تحصل على 275 جنيهاً وطبعا هذا المبلغ سوف يكون فيه البركة وسوف يكفيك حتى آخر الشهر بعد ما تدفع إيجار الشقة وفواتير المياه والكهرباء والغاز وتستطيع أن تدخر المتبقى لدفع قسط فيلا فى مارينا.
بالله عليكم كفى استخفافا بنا، ارحموا من فى الأرض حتى يرحمكم من فى السماء، وارحموا الشباب، لماذا تريدون أن يدان الشاب ويبقى أسير الدين لمدة ليست بالقصيرة فى مقابل قرض لا يسمن ولا يغنى من جوع، ماذا سيفعل الشاب بـ5000 جنيه وهذه هى ثمن بدلة وحذاء من ماركة جيدة أو فستان حريمى ماركة عالمية، ماذا يفعل له مبلغ تافه كهذا هل سينقذه من الفقر؟ هل سيحقق أحلامه؟ حقا لن يحقق المبلغ الذى سيلتهم ثلث المرتب أى حلم لأى شاب إلا إن كان هناك من يحلم بشراء بعض الملابس الداخلية.
أعلم أن هناك العديد ممن سيردون على مقالى بأنى متشائمة وأنى لا أرى إلا نصف الكوب الفارغ مع أنى قد غيرت نظارتى وطلبت من صاحب محل النظارات أن يعمل لى نظارة وردية اللون، إلا أن الصورة لم تتغير ولم أستطع إطلاقا أن أرى ما يرونه هم، خاصة الإنجازات والأرقام والعز والرخاء الذى تحدث عنه ممثلو الحزب الوطنى ضمن تداعيات المؤتمر السنوى للحزب، ولذلك أرجو من السادة المسئولين أن يقوموا بعمل ثمانين مليون نظارة من التى تريهم هذه الأشياء حتى يتثنى لنا أن نرى ما يرونه هم وحدهم وسوف نقوم بسداد ثمنها بعد الحصول على القرض!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة