صدور الترجمة العربية لـ"ألوان شيطانية ومقدسة" لهيرمان بلاى

الجمعة، 14 يناير 2011 07:19 ص
صدور الترجمة العربية لـ"ألوان شيطانية ومقدسة" لهيرمان بلاى الغلاف
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن مشروع كلمة للترجمة، التابع لهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث، الترجمة العربية لكتاب "ألوان شيطانية ومقدسة.. اللون والمعنى فى العصور الوسطى وما بعدها" لمؤلفه هيرمان بلاى، وقام بترجمته إلى اللغة العربية د. صديق محمد جوهر.

ويسعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى تقديم دراسة وتحليل الألوان ومكانتها والنتائج المترتبة على ذلك وأثرها على عالمنا المعاصر، فى حين عمل مترجم الكتاب على نشر هذه النسخة معدلة ومنقحة ومضاف إليها الكثير من الأجزاء من الكتاب الأصلى الذى نشر فى عام 1994.

وفى مقدمة الكتاب يوضح المترجم أن هذه الدراسة تتناول ظاهرة الألوان فى العصور الوسطى وتأثيرها المتواصل فى عالمنا المعاصر، وتستقى أصولها من كتيب بعنوان "الألوان فى العصور الوسطى" بعدما عهد إلى بإعداده باللغة الهولندية، فى إحدى المناسبات الثقافية التى أطلق عليها اسم "الأسبوع العلمى".

ويحكى مؤلف الكتاب كيف أن الألوان تبدو وكأنها وسائل تعويضية أو ترفيهية تلعب دوراً هاماً فى تضميد جراح البشرية وتخفيف آلامها، كما عمل على تقسيم هذه الدراسة إلى 7 فصول هى "اللون فى مفاهيم العصور الوسطى"، "اللون فى الحياة اليومية والصور والأشكال"، "الألوان الجميلة من أجل المتعة"، "أجمل الألوان تزين النساء"، "الألوان الشيطانية المهلكة"، "مخاطر الألوان الأصفر والأحمر والأخضر والأزرق"، " ازدياد الرغبة فى نزع الألوان".

ويوضح المترجم أن كتاب "ألوان شيطانية ومقدسة" يعد عرضًا تاريخيًا للألوان، حيث يتناول المؤلف جدلية الألوان ورمزيتها لدى المذاهب الفكرية والكهنوتية والحركات الفلسفية والدينية والفنية منذ العصور الوسطى حتى أواخر القرن العشرين.

ففى العصور الوسطى، وحسب المؤلف، كان عشاق الألوان يعتبرون الخداع اللونى برهاناً على قدسية الخلق وإبداع الخالق، بينما كان الكارهون للألوان ينظرون إليها على أنها نتاج لتلاعب الشيطان، لكن الطرفان أجمعا بحسب مقدمة الكتاب على أنّ الألوان قد لعبت دوراً محورياً فى العصور الوسطى مقارنة بدورها فى الوقت الراهن، ويتضح ذلك بحسب الكتاب من الهوس بالألوان والرسومات الذى اجتاح أوروبا فى العصور الوسطى إذ كان يجب تلوين كل شىء وأى شىء الطعام والمنسوجات والفرش والحرير والجلد والعظام والأخشاب والشمع والمخطوطات التوضيحية والنقوش والتماثيل والعاج والمعادن والشعر البشرى واللحى وفراء الحيوانات كالكلاب والجياد وريش الطيور والصقور، ولم يؤد هذا الهوس بالألوان إلى استخدام ألوان هادئة تناسب المواد التى يتم تلوينها، ولكن كانت هناك نزعة قوية نحو استخدام الألوان الزاعقة بقدر المستطاع أو استخدام عدد من الألوان المتباينة والصارخة فى آن واحد.

ويتطرق المؤلف فى كتابه إلى أن قدرة الألوان على الخداع البصرى كانت دوماً برهاناً على أن الألوان ليست سوى ظواهر خارجية للأشياء، لا تمثل جوهرها ولا تعبر عن حقيقتها، ولم تستطع الوسائل العلمية التقليدية أن تحول الألوان إلى أدوات ملموسة لقياس المسافة أو الاتساع أو التذوق أو الرائحة، ويمكننا إدراك الألوان باعتبارها ظاهرة ضوئية متغيرة، ويمكن لهذا الإدراك أن يتبدل مع مرور الزمن، فالمرء يتعامل مع الألوان بشكل مختلف مع اختلاف الظروف والأحوال، وفى الوقت الراهن يميل الناس إلى الإيمان بأن الألوان لا تستقر على حال واحدة، وبسبب تغيراتها وتقلباتها يعتقدون بأنها مجرد أشياء سطحية، ويبدو أن هذا التصور ناتج عن رغبة البشر فى الاستخفاف من الأشياء التى لا يستطيعون إدراكها، كما فشل العلم المعاصر فى التوصل إلى حقيقة كثير من الأشياء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة