خطيب مسجد السلطان حسن: غياب منهاج الأزهر سبب الأزمات الحالية

الجمعة، 14 يناير 2011 08:30 ص
خطيب مسجد السلطان حسن: غياب منهاج الأزهر سبب الأزمات الحالية الأزهر الشريف ظل حصنا منيعا ضد التطرف منذ نشأته
الإسكندرية ـ جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظمت وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، مساء أمس، محاضرة بعنوان "معالم منهاج الأزهر الشريف في الدين والتدين"، تحدث فيها فضيلة الشيخ أسامة السيد الأزهرى، المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والمحاضر بالجامع الأزهر الشريف، والخطيب بجامع السلطان حسن.

أدار المحاضرة، التى حضرها نخبة من المثقفين والمتخصصين والطلاب والباحثين، ومنهم الداعية معز مسعود، الدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، والباحث حسام تمام؛ رئيس وحدة الدراسات المستقبلية ورئيس تحرير سلسلة "مراصد".


وعرض الشيخ أسامة الأزهرى فى المحاضرة ورقته البحثية "معالم منهج الأزهر الشريف فى الدين والتدين"، والتي تهدف إلى بيان منهج الأزهر في فهم الدين، وكذلك التمييز بينه وبين غيره من المناهج التى تزخر بها الساحة الإسلامية الراهنة.

وأوضح أن الأحداث التي يمر بها العالم غالبا ما تُبنى على رؤى وفكر تستند إليه؛ فجورج بوش الابن مثلا كان يستند لفكر ورؤية صامويل هنتنجتون في مؤلفه "صراع الحضارات"، أما فى مصر، كان الأزهر الشريف محركا رئيسيا للأحداث والرؤى والأفكار خلال عدة قرون، حيث يمكن ملاحظة أنشطته ورصد تأثيره في مصر والعالم الإسلامي من خلال علمائه وقياداته والكتابات التي أصدرها والدوائر العلمية التي نمّاها حتى وصلت العلوم التي تدرس به في القرنين الثاني والثالث عشر إلى 70 علما.

وبيّن الأزهرى أنه أراد من خلال ورقته بحث العقلية الأزهرية لاستخراج المعالم الكبرى والمكونات التي شغلت العقل الأزهرى، فقام بعمل رصد تاريخي للأزهر من أبعاد مختلفة، وقرأ الكتب التي تذكر سير العلماء الأزهريين بدءا من القرن العاشر الهجري إلى عهدنا الحالى.

كما سجّل العلماء الأزهريون البارزون والمؤثرون في التاريخ من خلال دورهم في الأحداث السياسية والاجتماعية المختلفة، أو ممن عُرف عنهم سعة العلم، ومنهم الشيخ حسن العطار الذي دفع الشيخ رفاعة الطهطاوى إلى الذهاب إلى فرنسا، ليصير بعدها جسرا بين الثقافات والحضارات الشرقية والغربية.

ورأى أن المنهج الأزهرى، لم يكن فقط علميا، بل كان دورا تاريخيا ترتبت عليه حركة اجتماعية، فالأزهر كان يجتمع فيه ما يزيد عن 10 آلاف طالب علم، فى الوقت الذي لم يكن له أية فروع في أقاليم مصر المختلفة، فكان بمثابة المدرسة العلمية الوحيدة التي يأتي إليها الوافدون من كافة الأقطار.

وأشار إلى أنه تم رصد العديد من الإحصائيات بخصوص تطور الأزهر، منها ما رصده أحد الرحالة خلال زيارته لمصر منذ أربعة قرون؛ حيث توصل إلى أن عدد الدارسين في الأزهر كان يبلغ آنذاك حوالي 10 آلاف طالب، في حين أن عدد العلماء القائمين بالتدريس مساوٍ لعدد أعمدة الأزهر؛ أي 365 عالما. ولم يكن الأزهر يكفي لاحتواء مثل هذا الكم من الدارسين في ذلك الوقت، فكان حوله مساجد وزوايا أخرى بمثابة قاعات دراسية ملحقة بالأزهر، مثل: مسجد محمد بك أبو الدهب، ومسجد الشيخ أبو البركات أحمد الدردير، ومسجد الشارحين.

ووجد الأزهري أيضا إحصائية في كتاب "الخطط التوفيقية الجديدة" لمؤلفه علي مبارك يشير فيه إلى أن طالبى العلم فى الأزهر كانوا يزيدون على 10 آلاف طالب، كما أكد الشيخ محمد بن جعفر الكتانى فى مؤلفه "الرحلة الشامية"، أن سجلات الطلاب أوضحت أنهم كانوا يزيدون عن 12 ألف طالب، وأن ثلاثة أرباع هذا العدد كان من المصريين.

وكشف الشيخ أسامة الأزهرى عن أن الأزمات التي تعيشها البلاد حاليا ناتجة عن انقطاع التواصل بين العلماء والجمهور، لافتا إلى أن هناك ثلاث دوائر تصل من خلالها الرؤية العلمية الناضجة من العلماء إلى رجل الشارع، وهى: دائرة العلم، ودائرة الفكر، ودائرة الثقافة الشعبية، وأضاف شارحا أن العلماء الذين يفتقدون لمقدرة التواصل مع الجمهور العام ينقلون خلاصة علمهم إلى المفكرين والطبقة الوسطى والذين ينقلون بدورهم تلك العلوم والمعارف إلى الجمهور العام.

وشدد الأزهري على أن الدور الاجتماعي الذي يقدمه الأزهر، إضافة إلى ذلك التفاعل بين العلماء والمفكرين والجمهور، هما الأساسان الذين أسهما في ثبات شخصية الإنسان المصرى، منوها إلى أن انسداد تلك الدوائر الثلاث في ظل بعض الظروف التاريخية أدى إلى حدوث تغيرات في الشخصية المصرية رصدها العديد من الباحثين، كما في كتاب "ماذا حدث للمصريين" وكتاب "سر التحولات في الشخصية المصرية".

وأشار إلى أن الأحداث الجارية تبين أن السبيل يكمن في العودة إلى المنهج الأزهرى الذى أورد مكوناته، مضيفا أن الإنسان المصرى عاش لعدة قرون وهو يحمل المنهج الأزهرى في سلام مع كافة الديانات والثقافات، دون أن ينتج عن ذلك تطرفا أو تعصبا لأن الإسلام دين وحضارة، موردا ما قاله مكرم عبيد: "أنا مسيحي ديانة مسلم حضارة"، وطالب الأزهرى الإعلام بالالتفات إلى الإيجابيات التي يقوم بها الأزهر، وليس فقط التركيز على السلبيات التي لا يعانى منها وحده، وإنما مصر كلها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة