أحمد عبد العزيز يكتب: أنا يا صغيرى لن أغيب

الجمعة، 14 يناير 2011 03:43 م
أحمد عبد العزيز يكتب: أنا يا صغيرى لن أغيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أَهلاً بِكمْ فى بَلدِكُمْ
كَافُ وميمُ
حَركواْ عِندى سؤال
حَرفينِ لكنْ
فيهِما كلُ المقال
أهو الصوابُ كَما سَمِعتُ
ولم يكن عبث الخيال؟!
وإلى متى ستظلُ تَلفٌظُنى البلاد؟
وأَضُجُ من رَحِمِ الفضاء
فى كل عامٍ
كانَ يُقطعُ حَبلُ سُرّى
حينَ تَهبطُ طائرة
ويَزُجُ بى نَفرُ
يُرددُ إنّ أرض الله واسعةٌ
وما ضَاقتْ على أحدٍ
فالزمْ مكَانك فى الصفوفِ العابرة
وأراهُ يَرمِقٌنى بِنظراتٍ
يُغمْغِمُ فى حروفِ ساخِرة
يطلب جواز للمرور
فأقولُ هذى بطاقتى الخضراءُ
يأخُذها ويَفحصُ ما بِها
إنَ الصحيفةَ تَشتكى أحبارها
فيُزيدُها بصقاً
بأختامٍ جَهِلتُ بأيُهم
ستكونُ ثَم الآخِرة
حتى كأَنى لستُ أَدرى
أى بلدٍ أنتمى؟!
وبأى أرضٍ
قد تُضمُ عظامَ عمرى الناخرة؟
وهل الأديمُ يضمُ لحدى يا تُرى!
أَم أَن آخرتى تكونُ بدايتى؟
ويكونُ لحدى مثلَ مَهدى
فوق متنِ الطائرة؟
كافُ وميمُ
هذة بلدى التى
خَرجتْ قديماً
تشترى الأمن لنا
أنا عدتُ لكنْ
لا تزالَ مُسافِرة
قالوا قديماً أنها
بالبعدِ تُصبحُ آمِنة

****
أنا يا صغيرى لنْ أغيبْ
سأعودُ أحمِلُ بينَ يَدى
ألوانا مِن الحلوى
وأحملُ ذلكَ الدبُ العجيب
عيناهُ لامِعتانِ ... تَسأَلهُ يُجيّب
فارحم بُكائك يا صغيرى
واترك ثيابى
أيه الولدُ الحبيب
كُنْ عَونُ أُمِكَ لاتُخالف أَمرها
كن كالضياءِ وبددِ الليلَ الكئيب
واعزفْ لها لحناً
يُطاردُ ذلك الصمتُ الرهيب
كل الدروبِ سلكتُها
أملاً عساه سَيستَجيب
لكنهُ ولدُ عنيد
وأجابَ فى قولٍ غريب
قد قالَ يا أبتاهُ لا ترحلْ
فلا نرجو المزيد!!
وتثاقلتْ كلُ الحروفِ على فمى
وأشرتُ فى صمتٍ أٌجيب
أنا عائدٌ ولدى الحبيب
وبدأتُ فى عجزٍ أجُرُ حقائِبي
ورحلتُ أَقصِدُ ثروةَ البلدِ البعيد
كلُ البلادِ جهلت..
أو قُلْ... لم أٌجيّد
همسُ العيونِ وغَمغَماتُ منْ جديد
يدعوننى العربى
لكن كنتُ فى ثوبِ العبيد
يتفحصونَ بكلِ آونةِ دمى
ويُمررونَ الفحصَ داخلَ أعظُمى
ويثبتون كِمامةً حولَ الفمِ
والقيدُ يقتلُ كل يومِ مِعصَمى
والبعضُ يهمِسُ
حين يأتى من بعيد
ويُزيلَ أُنبولاً مُثبّتُ بالوريد
ويقول إنى لا أليقُ لِما يُريد
وأعودُ تثقُبُنى العيونُ
وغمغمات من جديد
ضاقتْ على الأرضُ
ودّيانٌ وبيدْ
ورحلتُ من بلدٍ
لبِلدانٍ شريد
كم قلتُ أَنى
يا صغيرى لن أغيب
سأعودُ أحملُ بين يدى
ألوانا من الحلوى
وأحملُ ذلك الدبُ العجيب
عيناهُ لامِعتانِ يا ولدى
وتسألُه يُجيب
عُذراً صغيرى قد طويتُ الأرضَ
لكنْ لم أجد لكَ ما تُريد
عُذراً لأنى عُدت أحملُ
لعنةَ المرضِ العنيد
الآنَ عدتُ
وفوق أحزانى مزيد
وعلمتُ أن بلادنا
حقاً أعارتنا عبيد
فتجارةُ الرق احترافُ
منذُ ماضيها التليد
والآن قدْ أدركتُ قولَكَ
إيه الطفلُ اللبيب
قد قالَ يا أبتاهُ لا تحزن
فلا نرجو المزيد؟!
يا أبت حسبك.
إننا نرضى القليلَ من القديد
ونَبيتُ نشكُرَ ربنا
وبِشُكرِ نِعمته تَزيد
يا أبتِ قومْ
أتمِم وضوءك وارتجى
عفواً من اللهِ المجيد
فوضعتُ رأسى فوق كفيهِ وقد
هيأتُ نفسى قاصداً سفراً بعيد
الآن يا ولدى أراكَ كوالِدى
وعلِمتُ قولَك إنه القولُ السديد
فالزم صغارك والبلاد وإن طغت
لا ترتحل عنها ولا ترجو المزيد
الشمسُ تُشرق والظلامُ سينجلى
ويروحُ عهدُ ثم يُطلعكُم جديد
أوصيك يا ولدى.. وأنت وصيتى
وحباكَ ربُك أنتَ بالعمرِ المديد






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة